فـأبـوا أبا وهـب ولـو فعلـوا *** لقـرنت بين الـشفـع والوتـرِ
حبسـوا عنـانـك إذ جـريـت *** ولو خلوا عنانك لم تزل تجري [1]
وقد أسرع قوم من الكوفيين بعد اقترافه إلى هذه الجريمة فعرضوا عليك
انتهاكه لحرمة الله ، وقد صحبوا معهم خاتمه الذي انتزعوه منه ، وهو في
حالة السكر ، ولما شهدواعندك زجرتهم وقلت لهم :
« وما يدريكم انه شرب الخمر ؟ » .
فقالوا لك : « هي الخمر التي كنا نشربها في الجاهلية » .
وأخرجوا لك خاتمه الذي انتزعوه منه ، وهو في حال سكره ، فتميزت من
الغيظ ، ودفعت في صدورهم ، وقابلتهم بأمر القول ، وأقساه ، وليس للحاكم أن
يفعل ذلك ، وهرعوا فزعين إلى أمير المؤمنين يشكونك اليه ، فأقبل اليك وهو
ثائر غضبان فقال لك :
« دفعت الشهود ، وأبطلت الحدود ؟ » .
فخشيت ، وحاذرت واجبته على كره قائلاً :
« ما ترى ؟ » .
« أرى ان تبعث إلى صاحبك ، فإن أقاما الشهادة في وجهه ولم يدل بحجة أقمت عليه الحد » .
فاستجبت له على كره ، وأرسلت خلفه فلما مثل عندك أمرت باحضار
الشهود فأقاموا عليه الشهادة ، ولم يدل الوليد بحجة ، وقد وجب عليه الحد
فلم يقم أحد عليه خوفاً منك ، فلما رأى أمير المؤمنين ذلك اندفع فأخذ السوط
ودنا منه ، فسبه الوليد ، وأخذ يراوغ عنه فاجتذ به الإمام ، وضرب به الأرض
، وعلاه بالسوط فثرت وقد علاك الغضب فقلت له :