نام کتاب : الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله و سلم مع خلفائه نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 160
يثرب [1] وكنت تنضد أسنانك بالذهب ، وتلبس ثياب الملوك ، وأنفقت
أكثر بيت المال في عمارة ضياعك ودورك [2] ، ولما قتلت كان عند خازنك ثلاثون
الف الف درهم ، وخمسمائة الف درهم ، وخمسون ومائة الف دينار ، وتركت ألف
بعير وصدقات ببراديس ووادي القرى قيمة مائتي الف دينار [3] .
انك لم تتقيد في سياستك المالية لا بكتاب الله ولا بسنّتي ، وقد
اتخذت السلطة وسيلة للثراء ، وتتمتع بملاذ الحياة فادهنت في دينك ، وسلكت
غير الجادة ، وشذذت عن السنّة الموروثة .
وكان من العدل والانصاف ما أصدره علي من القرار الحاسم في هذه الأموال التي استأثرت بها ، والتي وهبتها لأرحامك واقربائك أنه قال :
« ألا أن كل قطيعة أقطعها عثمان ، وكل مال أعطاه من مال الله فهو
مردود في بيت المال ، فإن الحق القديم لا يبطله شيء ، ولو وجدته قد تزوج به
النساء ، وفرق في البلدان لرددته الى حاله فإن في العدل سعة ، ومن ضاق عنه
الحق فالجور عنه أضيق » [4] .
وكان هذا الاجراء الذي اتخذه أمير المؤمنين على وفق العدل الإسلامي
الذي حدد صلاحية المسؤولين ، ولم يطلق لهم العنان في التصرف بأموال الأمة
أو الاستئثار بها .
ولاته على الأمصار :
وكان اللازم عليك ان تستعمل على الأقاليم الإسلامية
خيرة المسلمين في تقواهم وورعهم ونزاهتهم ليقوموا بتهذيب المسلمين ، ونشر
الفضيلة والهدي