responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله و سلم مع خلفائه نویسنده : باقر شريف القرشي    جلد : 1  صفحه : 154

الإسلام في قلبه ، وقد جعلت هذا الخبيث وزيراً لك ، ومستشاراً لك في جميع أمورك لا تعدو رأيه ، ولا تخالف أمره فكان في الحقيقة والواقع هو الخليفة لا أنت ، وبأي وجه اعتمدت عليه فهل له رأي أصيل ، وعقل ثاقب ، ومكانة بين المسلمين ؟ . لقد سلطته على أموال الله فأخذ يتصرف فيها تصرف الملاك في أملاكهم ، ونسوق إليك الأموال الضخمة التي وهبتها له ؟ .

1 ـ أعطيته خمس غنائم أفريقية ، وقد بغلت خمس مائة الف دينار ، وقد أثار ذلك سخط المسلمين ، وتذمرهم ، وقد هجاك بذلك عبد الرحمن بن حنبل بقوله :

سـأحلـف بـالله جهـد الـيميـن *** مـا تـرك اللّـه أمـراً سُـدى

ولـكـن خـلقـت لـنـا فـتنـة *** لـكـي نبتـلي لـك أو تبتلـى

فـإن الأميـنـيـن قـد بـيـنـا *** منـار الطـريق عليـه الهـدى

فـمـا أخـذا درهمـاً غـيـلـة *** وما جعلا درهمـاً فـي الهـوى

دعـوت الـلـعيـن فـأدنـيتـه *** خلافـا لسنّة مـن قـد مضـى

وأعطيت مـروان خمـس العبـاد *** ظـلمـاً وحميـت الـحمـى [1]

2 ـ أعطيته مائة الف من بيت المال ، فجاءك زيد بن أرقم صاحب بيت المال بالمفاتيح فوضعها بين يديك ، وهو غارق في البكاء ، فنهرته وقلت له :

« اتبكي إن وصلت رحمي ؟ »

فأجابك بلا مواربة ولا مداهنة قائلاً :

« ولكن أبكي لأني أظنك أنك أخذت هذا المال عوضاً عما كنت أنفقته في سبيل الله في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله لو أعطيت مروان مائة درهم لكان كثيراً . . »

وقد دلّك على الخير ، وأرشدك إلى الهدى فلم تستجب له ، فزجرته وصحت


[1] تأريخ أبي الفداء 1 ـ 168 .

نام کتاب : الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله و سلم مع خلفائه نویسنده : باقر شريف القرشي    جلد : 1  صفحه : 154
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست