نام کتاب : الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله و سلم مع خلفائه نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 121
اليك الأخبار بأنّه يسرق من اموال المسلمين ، ويبذخ فيها فتعتذر عنه وتقول :
« ذاك كسرى العرب » .
متى كان هذا الصعلوك كسرى العرب ، فقد كان في أيامي مهان الجانب محقر الكيان ، قد أذله الاسلام ، وحطم شأنه .
وغريب أمرك في موالاتك وحبك له مع اني قد لعنته ، ولعنت أباه [1] . وقد جاءتني امرأة تستشيرني في زواجه ، فنهيتها ، وقلت لها :
إنه صعلوك ، وقد حذرت منه المسلمين فقلت : « أذا رأيتم معاوية على منبري فاضربوا عنقه [2] » .
وكان اللازم عليك ان لا تستعمله والياً على الشام وتستعمل رجلاً من
خيار المسلمين ممن تتوفر فيه النزعات الخيرة والمثل الكريمة ليقوم بتهذيب
المسلمين ، ونشر روح الثقة والفضيلة في نفوسهم .
ولو لا تسديدك له ، ونزعك عنه قميص العار والخزي لما امكنه ان يعمل
في الشام عمل من يريد الملك والسلطان ، وقد ذاكرك في موضوعه جماعة من خيار
الصحابة ، وعرفوك بخروجه عن جادة العدل ، ولبسه للديباج والحرير واستعماله
للذهب ، وغير ذلك فامتعضت وزجرتهم ، ونهيتهم عن ذمّه فقلت :
« دعونا من ذم فتى من قريش ، من يضحك في الغضب ، ولا ينال ما عنده من الرضا ، ولا يؤخذ من فوق رأسه الا من تحت قدميه » [3] .
لماذا هذا التسديد ؟ !!
لماذا هذا الحب ؟ !!
ولم تكتف بهذا كله ، وانما نفخت فيه روح الطموح ، ودفعته الى الخلافة