نام کتاب : الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله و سلم مع خلفائه نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 12
أن تروي في بعض الصحابة كل ألوان التقديس والثناء [1] ليجعلهم قبال
العترة الطاهرة ، وقد دونت ـ مع الأسف ـ تلك الموضوعات في كتب الأخبار ،
ورواها الثقات وهم ـ من دون شك ـ لا يعلمون بوضعها ، ولو علموا ذلك
لتحرّجوا من روايتها فضلاً عن تدوينها ، ومن هنا نشأت المحنة الكبرى في حمل
مطلق الصحابة على الصحة ، وعدم النظر في أعمالهم ، وسد باب النقد
والمؤاخذة على ما صدر من بعضهم من شذوذ أو التواء .
2
وإذا عرضنا قصة الصحابة على المنطق ، وتجردنا من العواطف ، ولم
نخضع للمؤثرات التقليدية ، نرى أن الصحابة فيهم الصلحاء والأخيار ممن
ساهموا في بناء الاسلام وأقاموا دعائمه ، ووهبوا أرواحهم وأموالهم لله ،
وقد أثنى عليهم تعالى في غير آية من كتابه فقال فيهم : « الذين آمنوا بالله
ولم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون »
وقال تعالى : ﴿ رضي الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ابداً ذلك الفوز العظيم . ﴾[2]
وهؤلاء هم الذين آمنوا بالله ، ونصروا الاسلام في ايام محنته وغربته وكافحوا
1 ـ يقول المحدث ابن عرفة المعروف بنفطويه : ( إن أكثر الأحاديث الموضوعة
في فضائل الصحابة أفتعلت في أيام بني أمية تقرباً إليهم بما يظنون أنهم
يرغمون به أنوف بني هاشم ) وقد كتب معاوية إلى جميع عماله مذكرة جاء فيها (
إن الحديث قد كثر في عثمان ، وفشا في كل مصر ، وفي كل ناحية فإذا جاءكم
كتابي فادعوهم إلى الرواية في أبي بكر وعمر ، فإن فضلهما وسوابقهما أحب إلي
، وأقر لعيني ، وأدحض لحجة أهل هذا البيت ، وأشد عليهم من مناقب عثمان
وفضله ) وقد كثرت لجان الوضع ، وأنتشر الكذب على النبي صلى الله عليه وآله
وكان ذلك من أعظم الوسائل التي اعتمد عليها معاوية لتدعيم حكمه ، فقد أوجبت
تخدير الجماهير ، وشل حركة الثورة في النفوس .