وقد أردت ان تقوده في أول بادرة تبدرمنه ببرة الصغار [1] . محاولاً
بذلك إذلاله، وتحطيم عِزّه ، وسحق كرامته [2] وكان الأجدر بك ان تريه
سماحة الاسلام ، وكرامته فتسترضي الفزاري ليعفو عنه ، ولا تجعله يخرج عن
حظيرة الاسلام ، ان عنفك ، وشدتك ، وإهانتك له أوجب ارتداده ، وانقلاب عن
عقيدته .
ومن ذلك إهانتك لسعد بن أبي وقاص ، فإنك لما رأيته يشق الجموع ليصل اليك نزلت عن راحلتك ، وأوسعته ضرباً بدرتك قائلاً له :
« إنك لم تأخذك هيبة السلطان » .
وبلغ من عظيم شدتك ، وارهاقك للناس ان ابن عباس لم يستطع أن يجهر برأيه في جواز المتعة ، وحليتها الا بعد وفاتك .
وقد وصف شدتك ، وقسوتك عثمان بن عفان بقوله : ﴿ لقد وطئكم ابن الخطاب برجله ، وضربكم بيده ، وقمعكم بلسانه فخفتموه ﴾ . أهكذا العنف ، والشده ، ولك كثير من امثال هذه البوادر .
سياستك المالية :
إن سياستي المالية التي سرت عليها توزيع المال على
مستحقيه من دون ان افضّل احداً على احد ، فقد ساويت بين القريب والبعيد لم
افضّل احداً على احد
[1] البرة : حلقة من صفر توضع في أنف الجمل الشرود فيربق بها حبل ليقاد به الجمل .