responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله و سلم مع خلفائه نویسنده : باقر شريف القرشي    جلد : 1  صفحه : 116

ظفرت كل ذلك لأرى الناس ان الإسلام لا يعرف العنف ولا الارهاق وأنت لما آل اليك الأمر سست بسياسة الارهاق ، والخوف وقد كلم الناس عبد الرحمن بن عوف في ان تلين لهم لأنك قد اخفتهم حتى أخفت الأبكار في خدورهن ، فذاكرك في ذلك فقلت له : « إني لا أجد لهم إلا ذلك انهم لو يعلمون حالهم عندي لأخذوا ثوبي من عاتقي » وهو اعتذار مهلهل منك ، فإن الواجب عليك أن تلين لهم ، ولا ترهقهم .

وبلغ من عظيم خوفك في النفوس أن امرأة تقدمت إليك فقالت :

« يا أبا عقر حفص الله لك » [1] .

وبعثت خلف امرأة تسألها عن أمر ، وكانت حاملاً فلشدة خوفها منك القت ما في بطنها فأجهضت به جنيناً ميتاً ، وقد استدعيت أكابر الصحابة في ذلك فأشاروا أنه لا شيء عليك إنما أنت مؤدب ، فانبرى احدهم إليهم يفند فتواهم في المسألة قائلاً لك :

« إن كانوا راقبوك فقد غشوك ، وإن كان هذا جهد رأيهم فقد أخطأوا ، عليك غرة يعني عتق رقبة » [2] .

ومن ذلك تشددك على جبلة ، وقد فرح المسلمون باسلامه وباسلام من معه ، وقد حضر الموسم معك فبينما يطوف في البيت إذ وطأ ازاره رجل من فزارة فحله ، فلطمه جبلة ، فاستدعيت الفزاري ، وأمرت جبلة ان يُقِيده من نفسه أو يرضيه ، وقد شددت عليه في ذلك وضيقت عليه غاية التضييق حتى نفد صبره فخرج عن دين الاسلام ، وتنصر هو وقومه ، وقد احتفى بهم هرقل ، وأسدى عليهم من النعم والتكريم فوق ما يتصورونه ، وكان جبلة مع ذلك يبكي أمر البكاء وأشده على ما فاته من الاسلام وهو يقول :


[1] عيون الأخبار لابن قتيبة 1 ـ 120 .

[2]ـ جمع الجوامع للسيوطي 7 ـ 300 ، سيرة عمر لابن الجوزي ص 117 .

نام کتاب : الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله و سلم مع خلفائه نویسنده : باقر شريف القرشي    جلد : 1  صفحه : 116
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست