شرح المشهد النفسي لكربلاء وليس المشهد البدني وكل لقطة من لقطات كربلاء، فقول العباس (ع) «يا نفس من بعد الحسين هوني» أو «يا نفس لا تخش من الكفار وابشري برحمة الجبار» فهناك شي‌ء فوقي وترويض للبدن فلا يوجد تهيج، وإلا هناك استفزاز من الطرف المقابل والعطش يوجب اندفاع غير متروي ولكن «يا نفس من بعد الحسين هوني» فهناك ترويض وفي رواية يقال أن إبليس أتى في صورة أفعى وعض إبهام ورجل السجاد في الصلاة ولكن الإمام لم يشغله ذلك ومنه نودي أنت حقا زين العابدين أو سيد الساجدين، وقد يقال أنه سبب لقب الإمام علي بن الحسين ع بزين العابدين:

«أنه كان ليلة في محرابه قائما في تهجده، فتمثل له الشيطان في صورة ثعبان ليشغله عن عبادته، فلم يلتفت إليه. فجاء إلى إبهام رجله فالتقمها، فلم يلتفت إليه، فألمه فلم يقطع صلاته، فلما فرغ منها وقد كشف الله له فعلم أنه شيطان فسبه ولطمه وقال له: «اخسأ يا ملعون».

فذهب وقام ع إلى إتمام ورده، فسُمع صوت لا يرى قائله وهو يقول: أنت زين العابدين حقا ثلاثا، فظهرت هذه الكلمة واشتهرت لقبا له» [1].

والصحيح ان اصل لقب زين العابدين هو من اطلقه رسول الله (ص) روى الصحابي جابر بن عبد الله الأنصاري قال:

[1] كشف الغمة.