نام کتاب : التوحيد في المشهد الحسيني و انعكاسه على خارطة مسؤوليات العصرالراهن نویسنده : السند، الشيخ محمد جلد : 1 صفحه : 44
كذلك الله
عَزَّ وَجَلَّ أحكم في ليلة القدر ثمَّ فصَّل في الليالي الأُخرى، فيكون الإحكام
الكُلِّي عين التفصيل الجزئي رغم إمكان البداء في الجزئي، فلا تدافع. والقُرآن
الكريم يصف نفسه بقوله:(كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ
ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ)[1].
وَهَذا ما
يتّضح بجلاء مِنْ خلال مناظرة للإمام الرضا (ع) مَعَ سليمان المروزي (متكلم خراسان)
وهي مناظرة طويلة جداً أوردنا منها موضع الفائدة المتصلة بالمقام:-
«ثمَّ التفت إلى سليمان، فقال: أحسبك ضاهيت
اليهود في هَذا الباب.
قال: أعوذ
بالله مِنْ ذَلِكَ، وما قالت اليهود؟
قال: قالت
اليهود:(يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ) يعنون:
إنَّ الله تعالى قدْ فرغ مِنْ الأمر فليسَ يحدث شيئاً، فقال الله عَزَّ وَجَلَّ:(غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَ لُعِنُوا بِما قالُوا) ولَقَدْ
سمعت قوماً سألوا أبي موسى بن جعفر (ع) عَنْ البداء، فقال: «وما ينكر الناس مِنْ
البداء وأنْ يقف الله قوماً يرجيهم لأمره» [2].
وكذلك في:
قال: سليمان: ألا تخبرني عَنْ(إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي
لَيْلَةِ الْقَدْرِ) في أيّ شيء أُنزلت؟.
قال الرضا
(ع): «يا سليمان ليلة القدر يُقدِّر الله عَزَّ وَجَلَّ فيها ما يكون مِنْ السنة
إلى السنة مِنْ حياة أو موت أو خير أو شرّ أو رزق، فما قدره في تلك السنة فَهُوَ
مِنْ المحتوم» [3].