responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التوحيد في المشهد الحسيني و انعكاسه على خارطة مسؤوليات العصرالراهن نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 43

البداية وليلة القدر:

مِنْ المعلوم لدى جميع المُسْلمين، وكما صرَّح القُرآن الكريم بذلك أكثرمن مرّة أنَّ ليلة القدر، ليلة يكتب فيها للإنسان ما يجري عليه في سنته، قال تعالى:(فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) [1].

مِنْ جهة أُخرى وَرَدَ أنَّ هُناك بعض القضايا المُهمّة المفصليّة تكتب عَلَى الإنسان في ليلة الخامس عشر مِنْ شعبان- ليلة ولادة الإمام الثّانِي عشر (عج)-، كما أنَّ هُناك روايات تشير إلى أنَّ بعض الأُمور تكتب في ليالي الجمعات، بلْ وفي كُلّ ليلة، فهل هُناك تنافي أو تدافع بين هذهِ الأُمور الأربعة ...؟

وفي مقام الجواب نقول: لَيسَ هُناك مِنْ تدافع أو تنافٍ، بلْ أنَّ هُناك تناسباَ بين هذهِ الموارد فإنَّ الأمر ينزل في ليلة القدر كُليّاً- جملياً- ثمَّ يفصل في ليالي الجُمعات أو في كُلّ ليلة، وَهَذا شبيه بما تقدَّم مِنْ أنَّ الأمر إذا كَانَ حتمياً مِنْ حيثه الكُلِّي فليس مِنْ اللازم حتميته مِنْ حيثه الجزئي، فلو طبقنا ذَلِكَ على قضية الإمام الحسين (ع) وافترضنا أنَّ قتله كَانَ مُحكماً أو حتمياً لا يتغير ولا بداء فيه، فهَذا لا يعني أنَّ القتل في عرصة كربلاء مكان محتوم، ولا يعني أنَّ العاشر أيضاً زمن محتوم للقتل فيمكن فيه البداء أيضاً، ولو تنزّلنا وَقُلْنا أنَّ قتله في الزمان والمكان المُعيّن أيضاً مِنْ المحتوم الذي لا بداء فيه، فإنَّه في أيّ ساعة مِنْ ساعات النَّهار غَير محتوم وكيفية القتل غَير محتومة بنحو لا بداء فيها، ما هُوَ العدد الذي يبقى معه؟ كم يقتل منهم؟ ما هي أسماؤهم؟ ما هُوَ عدد السبايا؟ ما هُوَ دورهم؟ كُلّ ذلك غيرمحتوم.


[1] سورة الدخان: الآية 4.

نام کتاب : التوحيد في المشهد الحسيني و انعكاسه على خارطة مسؤوليات العصرالراهن نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 43
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست