وَهُوَ
فرع التعصب لذات المعصوم (ع)، فليس التعصب مختص بحياة المعصوم (ع) بلْ لما بَعْدَ
حياة الإمام المعصوم، كَمَا يظهر مِنْ قوله (ع): «لو أنَّ عبداً زنجياً تعصّب
لنا»، فيكون التعصب غَير مقيّد بزمان أو مكان ما دام يصبّ في نصرتهم ويضاف نسبته
إليهم وإذا كنّا نقول في زيارة أبي الفضل (ع) «انتهكت بقتلك حرمة الإسلام»
[2]، فكيف بك بمَنْ هُوَ أعظم حرمة وقدسية مِنْ المعصومين كالنبي (ص)
وأهل البيت (عليهم السلام).
ما
وَرَدَ في الإذن بلْ والحثّ عَلَى الأخذ بثأر الحسين عليه السَّلام:
قَالَ
جعفر بن نما ... فقدْ رويت عَنْ والدي أنَّه قَالَ لهم مُحمَّد بن الحنفية: قوموا
بنا إلى إمامي وإمامكم عَليّ بن الحسين (ع)، فلما دخل ودخلوا عليه، خبره بخبرهم
الذي جاءوا لأجله، قَالَ (ع): «يا عم، لو أنَّ عبداً زنجياً تعصّب لنا أهل البيت،
لوجب عَلَى النَّاس مؤازرته وقدْ وليتك هَذا الأمر فاصنع ما شئت»
[3].
فخرجوا،
وقدْ سمعوا كلامه وهم يقولون: أذن لنا زين العابدين (ع) وَمُحمَّد بن الحنفية
[4].
[1] المزار للمشهدي: 430؛ بحار الأنوار: ج 223:
98؛ رجال الكشي: 127.