responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حماة الوحى نویسنده : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 32

لأنّنا ذكرنا سابقاً بأنّ لأُولي الأمر كما للرسول طاعة مطلقة، كما قلنا بأنّ الطاعة المطلقة مساوقة و ملازمة للاشتمال على الامتيازات المطلقة، أي لا بدّ من القول- على‌ ضوء هذه الآية دون تفسيرها و تعيين مصداقها- بأنّ اولي الأمر لا بدّ أن يكونوا أفراداً ممّن يستند علمهم إلى معدن الوحي، و إلّا يكون علمهم جهلًا مركّباً، و ألّا يقتصر على مائة آية أو أقلّ أو أكثر، كما لا يكون علمهم مستنداً إلى‌ تجارب معينة أو دراسات و أبحاث اجتماعية محدودة، بل لا بدّ أن يكونوا قد نهلوا العلم و رضعوه من ثدي الوحي، و أن يكونوا عالمين بالقرآن و السنّة محيطين بجميع أسرار الدين و مصير المسلمين و سبل السعادة و طرق الشقاوة، و لا بدّ أن يكونوا أفراداً ذوي بصائر مطلقة و تامّة بأوضاع المجتمع و روحيّات الأُمّة و في اسلوبهم في الحكم و زعامة المسلمين. و يجب أن يكونوا على‌ درجة من الزهد و الورع و التقوى بحيث لا تحرفهم زخارف الدنيا و زِبرجها و حلاوة رئاستها عن جادّة الصواب و سبيل الحقّ، و ينبغي أن يكونوا على‌ درجة من التوسّم و قوّة التشخيص بما يحول دون خطأهم و زللهم، حتّى لا يصدروا جِزافاً الأحكام الخاطئة و القوانين المخالفة للقرآن و السنّة فيخرّبوا البلاد و يُهلكوا العباد، كما لا بدّ أن يكونوا معصومين من الذنب و الخطأ و الاشتباه، و أخيراً ينبغي ألّا يبخلوا بالتضحية بالغالي و النفيس و الجود بالنفس من أجل عظمة الإسلام و تحقيق عزّة المسلمين و رفعتهم، و ألّا تأخذهم في اللَّه لومة لائم في إحقاق الحقّ و استيفاء حقوق المسلمين، و ألّا يألوا جهداً في الدفاع عن القرآن و الإسلام و تطبيق الأحكام و التعاليم الإسلامية. إذن و على ضوء سياق الآية و ما يفهم منها نعرف مَن هم أُولي الأمر؟ فالذي يمكن فهمه من قوله تعالى: وَ أُولِي الْأَمْرِ أي و أطيعوا أُولي الأمر- فإنّ طاعتهم هي طاعة رسول اللَّه، و أنّ طاعة رسول اللَّه إنّما هي بمثابة طاعة اللَّه- هو أنّ أُولي الأمر الذي أوجبت الآية الكريمة طاعتهم ليسوا إلّا أُولئك الذين رضعوا من ثدي‌

نام کتاب : حماة الوحى نویسنده : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 32
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست