responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حماة الوحى نویسنده : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 180

و سيسكن روعه و تهدأ فورته، ثمّ يتاح المجال من جديد أمام الإمام لمواصلة دروسه و نشر علمه. و بناءً على‌ ما تقدّم فلم يبق لصدور تلك الرواية من محملٍ سوى التقيّة، و لكن لم يبق لدى‌ الإمام سوى الخواصّ من أصحابه و هم ليسوا بالمذاييع، فلم يعد للخوف من سبيل، فأبو بصير و صحبه ليسوا من أعوان المنصور، بل هم من حملة العلم و رواة الحديث و فقهاء الإسلام، و التحدّث إليهم وظيفة شرعية تأريخية لا تدع للتقيّة من شأن، فيعمد الإمام هنا إلى‌ إظهار مكنون علمه و الإفصاح عن مقامه على‌ ضوء القرآن، فحقيقة علمه لا يعزب عنها صغير و لا كبير في هذا العالم فضلًا عن مكان تلك الجارية. و هو لا يستطيع الإتيان بتلك الجارية بحركة فحسب بل يسخّر العالم بأسره، ما نفهمه من كلمات الإمام عليه السلام أنّه مطّلع على‌ كافّة أصناف العلم، و كيف لآصف بن برخيا الذي تجرّع قطرة من بحر علم الكتاب أن يفعل ما فعل، و يغيب عن علم الإمام شي‌ء و هو الذي يعوم في بحر علوم الكتاب و محيطاته؟ و على ضوء هذا التحقيق و التأمّل في هذه الرواية التي تصرّح بعلم الإمام بكافّة الحوادث و تمتّعه بالقوّة و القدرة التامّة على‌ فعل الأفاعيل، فهل هنالك من ماء عكر يمهّد السبيل أمام بعض السذّج ممّن تأثروا بالوهابية للاصطياد فيه؟ و هل يسع أحد أن يقول لنا بعد ذلك: إنّكم من المغالين في شخصية الإمام؟ فهذا الإمام و قد عجز عن العثور على‌ جاريته!

الدافع الثاني:

أمّا الدافع الثاني الذي أغضب الإمام و جعله ينفي عنه علم الغيب فهو قضية الإفراط أو التفريط و الغلوّ أو الإنكار، التي سيطرت على‌ أغلب الأفراد تجاه الإمام، و هذا ما يتوصّل إليه بسهولة من سياق الرواية، في أنّ البعض قد أفرط

نام کتاب : حماة الوحى نویسنده : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 180
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست