ترى
الشيعة أنّ الإمامة منصب إلهي، فهم يقولون: ليس للدين من خلود و بقاء إذ كان هناك
فراغ يعقب النبي صلى الله عليه و آله لا وظيفة للدين فيه، كيف يجوز على اللَّه
الذي ارتضى الإسلام للناس ديناً خالداً إلى الأبد أن يترك الناس سدىً بعد الرسول
الأكرم صلى الله عليه و آله دون أن يعيّن لهم وظيفتهم في حفظ أساس الدين و تطبيق
التعاليم الإسلامية؟ و بناءً على هذا، لا بدّ أن تكون هناك صفوة تنهض بمسئولية
زعامة المسلمين و تتولّى بيان الأحكام و التعاليم القرآنية للُامّة الإسلامية و
تتكفّل بحفظ الشريعة السمحاء و إرشاد المسلمين و العمل على حلّ مشاكلهم و رعاية
ديمومة الدين. إذن فالإسلام يتطلّب وجود الإمام بعد النبي صلى الله عليه و آله، فإذا
فوّضت الإمامة إلى الناس كان معنى ذلك تزلزل أركان الدين الإسلامي القائم على أساس
بسط العدل و القِسط و إشاعة التوحيد و سلب روح الفضيلة و أُسس الوحدانية؛ و ذلك
لأنّه