بتقريب: أنّ الطهور صيغة مبالغة من الطاهر، و حيث إنّ الطهارة في
مقابل النجاسة غير قابلة للشدّة و الضعف، فلا محيص أن يكون المراد به المطهّريّة
للأحداث و الخبائث، و هذا المعنى بضميمة أنّ كلّ ماء فهو نازل من السماء، و أنّ
مقام الامتنان يقتضي التعميم لكلّ ماء، يُثبت المطلوب، و هو أنّ كلّ ماءٍ مطلقٍ
طاهرٌ و مطهِّر.
أقول: الطهارة في اللغة عبارة عن النظافة و النزاهة [3]؛ أي بحسب نظر العرف و العقلاء؛ من دون
فرق بين أن يكون في نظر الشارع نجساً، أم لم يكن كذلك.
و من الواضح أنّ المراد بالطهور الطهارة بهذا المعنى اللغوي، و هو
قابل للشدّة و الضعف و الزيادة و النقصان، فيصحّ أن يقال: إنّ الماء النازل من
السماء في غاية النظافة و شدّة النزاهة. و الوجه فيه: كونه مُزيلًا للخبائث و
الأقذار، فهو الأصل في النظافة.