بجميع أطواره، و جعل الوضع بإزاء نفسها، كما أفاده بعض
المحقّقين من محشّي الكفاية
[1]
. و ذلك لأنّ المراد من تسرية الوضع إن كان بحيث يوجب صحّة
إطلاق اللّفظ على جميع أفراده و الحمل عليه بالحمل الذاتي، فلا شبهة في بطلانه؛
لأنّ استعمال لفظ الإنسان في بعض أفراده مجاز بالاتّفاق و إن كان بحيث يوجب صحّة
الحمل عليه بالحمل الشائع، فذلك لا يستلزم ملاحظة الماهيّة بنحو اللّابشرط القسمي،
كما هو واضح.
و كيف كان فلا شبهة في أنّ ما وضع له أسماء الأجناس هي نفس
المفاهيم الكلّية و الماهيات بما هي هي.
أقسام الماهيّة
ثمّ إنّهم قسّموا الماهيّة إلى الأقسام الثلاثة: الماهيّة
اللّابشرط و الماهيّة البشرط شيء و الماهيّة البشرطلا؛ نظراً إلى أنّه إذا لوحظت
الماهيّة مع أمر خارج عنها فإمّا أن تلاحظ مع وجودها أو مع عدمها أو لا مع وجودها
و لا مع عدمها [2]
. و قد اشكل عليه بأنّ القسم الأوّل- و هي الماهيّة
اللّابشرط- عين المقسم، فالتقسيم تقسيم إلى نفسه و إلى غيره [3]
. و اجيب عن ذلك بالفرق؛ فإنّ المقسم هو اللّابشرط المقسمي،
و القسم هو