كما
لو قتل الناس كلّهم، و من شدّ على عضد نبي أو إمام فكأنّما أحيا الناس جميعاً في
استحقاق الثواب.
و
منها: أنّ معناه من قتل نفساً بغير حق فعليه مثل مأثم كلّ قاتل من الناس،
لأنّه سنّ القتل و سهّله لغيره، فكان بمنزلة المشارك فيه، و من زجر عن قتلها بما
فيه حياتها على وجه يقتدي به فيه بأن يعظّم تحريم قتلها كما حرّمه اللَّه، فلم
يقدم على قتلها لذلك فقد أحيا الناس بسلامتهم منه.
و
منها: غير ذلك من التأويلات.
و
لكنّ الظاهر عدم تمامية شيء منها و عدم انطباقه على ما هو ظاهر الآية، و لكنّه قد
ورد في تفسيرها روايات و لا محيص عن حملها عليها، مثل رواية محمد ابن مسلم قال:
سألت أبا جعفر (عليه السّلام) عن قول اللَّه عزّ و جلّ-
مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّما
قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً قال: له في النار مقعد،
لو قتل الناس جميعاً لم يرد إلّا ذلك المقعد
[1].
و
رواية حمران قال: قلت لأبي جعفر (عليه السّلام) ما معنى قول اللَّه عزّ و جلّ مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَتَبْنا عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ أَنَّهُ
مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّما
قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَ مَنْ أَحْياها فَكَأَنَّما أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً قال: قلت: كيف كأنّما قتل الناس جميعاً، فإنّما قتل واحداً؟ فقال:
يوضع في موضع من جهنّم إليه ينتهي شدّة عذاب أهلها لو قتل الناس جميعاً لكان إنّما
يدخل ذلك المكان. قلت: فإنّه قتل آخر؟ قال: يضاعف عليه
[2].
[1] وسائل الشيعة: 19/ 2، أبواب القصاص في النفس
ب 1 ح 1.
[2] وسائل الشيعة: 19/ 2، أبواب القصاص في النفس
ب 1 ح 2.