و
منها: قوله- تعالى-: وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي
لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ[1]، و قد قيل في شأن النزول: إنّ الآية نزلت في النضر بن الحارث بن
كلدة؛ لأنّه كان يشتري كتبا فيها أحاديث الفرس من حديث رستم و اسفنديار؛ و كان
يلهي الناس بذلك ليصدّهم عن سماع القرآن و تدبّر ما فيه
[2].
و
يرد عليه:
أوّلا:
أنّه قد ورد في روايات كثيرة متقدّمة [3]- و فيها الصحيحة- تفسير الآية المزبورة بالغناء، و إن ناقشنا [4] في ذلك بأنّ قول الإمام عليه السّلام
و إن كان بمنزلة القرينة الصارفة عن المعنى الحقيقي للظواهر القرآنيّة، إلّا أنّ
ذلك فيما إذا لم يكن الاستعمال غير صحيح، بل مجازيا مثلا، و تفسير ما هو من مقولة
الكلام بما لا يكون إلّا مرتبطا مع الكيفيّة؛ لما عرفت
[5] في حقيقة الغناء و معناها ممّا لا يكون مناسبا بنظرنا، فتدبّر.
و
ثانيا: إنّ المستفاد من الآية و من شأن النزول هو ثبوت التحريم فيما إذا كان الغرض
من الاشتراء هو الإضلال عن سبيل اللّه، فلا دلالة لها على حرمة الحفظ و مثله فيما
إذا لم يكن الغرض ذلك.
و
ثالثا: ما عن المحقّق الايرواني في الحاشية من أنّ المراد من الاشتراء هو التعاطي؛
و هو كناية عن التحدّث به، و هذا داخل في الإضلال عن سبيل اللّه،