responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفصيل الشريعة- الخمس و الانفال نویسنده : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 325

و ثانيهما: أنّ المراد من وصف الإسلام هو الذي طلباه لأنفسهما لا الإسلام بالمعنى المطلق في مقابل الكفر، ثمّ دعيا أن يبعث اللَّه فيهم‌ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَ يُزَكِّيهِمْ وَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ [1] من غير بيان كونهم في ضلال، كما في آية لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ‌ [2] الواردة بالإضافة إلى جميع المؤمنين، نظراً إلى أنّ أعراب الجاهليّة كانوا في ضلال في أبعاد شتّى، من جهة الاعتقاد، و من جهة الأعمال، و من جهة الأخلاق.

و من الواضح أنّ الأُمّة المسلمة مع هذه الخصوصية لا تكاد تنطبق إلّا على أئمّتنا (عليهم السّلام)، و لا يكاد يكون المراد بالأُمّة المسلمة مطلق المسلمين بعد عدم كونهم من ذريّة إبراهيم و إسماعيل، و عدم كون إسلامهم بالمعنى المقصود لهما كما عرفت.

أضف إلى هذه الآيات قوله تعالى في آخر سورة الحجّ‌ وَ جاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ وَ ما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَ فِي هذا إلخ‌ [3]. فإنّ الأمر بالجهاد حقّ المجاهدة لا يلائم عموم الناس، بخلاف الأمر بالتقوى حقّ تقاته الذي يكون المأمور به عموم الناس.

خصوصاً مع ملاحظة قوله عزّ و جلّ‌ هُوَ اجْتَباكُمْ‌ الظاهر في اجتباء جماعة مخصوصة، و قد ذكر اللَّه تعالى أنّه‌ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشاءُ [4].

و أوضح منه قوله‌ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ‌، فإنّ كلمة الأب ظاهرة في الأب‌


[1] اقتباس من سورة الجمعة 62: 2.

[2] سورة آل عمران 3: 164.

[3] سورة الحج 22: 78.

[4] سورة آل عمران 3: 179.

نام کتاب : تفصيل الشريعة- الخمس و الانفال نویسنده : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 325
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست