الأئمّة
(عليهم السّلام) بما هو ظاهر الكتاب فيما إذا كان مقصوداً للَّه تعالى.
السابع: أنّ المراد ب «ما غنمتم» مطلق ما يستفيده الإنسان و يكون له
الاستيلاء عليه، و الذي يستفاد من بعض الكلمات أنّ الأصل فيه الغنم في مقابل
البقر، و لعلّ أصل إطلاق الغنم بلحاظ كثرة فوائده و عموم منافعه بجميع أبعاضه و
أجزائه حتّى فضلاته.
قال
الراغب في محكيّ المفردات: الغنم معروف، قال
وَ مِنَ الْبَقَرِ وَ الْغَنَمِ حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُما[1]، و الغُنم إصابته و الظفر به، ثمّ
استعمل في كلّ مظفور به من جهة العِدى و غيرهم. قال
وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ[2].
و
عن الخليل في العين التي هي من المنابع اللغوية القويّة: الغُنم هو الفوز بالشيء
من غير مشقّة [3].
و
عن القاموس: الغنم بالضمّ، و المغنم و الغنيمة في اللغة: ما يصيبه الإنسان و يناله
و يظفر به من غير مشقّة [4]. و نظيره ما في بعض آخر من الكتب اللغوية الأُخرى المعتمدة.
و
يدلّ على عموم الغنيمة في آية الخمس و عدم الاختصاص بغنائم دار الحرب مضافاً إلى
ما ذكر، و إلى أنّ تعليق الحكم على «ما غنمتم» إنّما هو بصورة الفعل الماضي و لم
يقل أحد بالاختصاص بغزوة بدر مع كونها شأن نزول الآية؛ لأنّ القول بالاختصاص
بغنائم دار الحرب عامّ يشمل جميع الغزوات من دون اختصاص بها