آخِرِهِ بِخُبْثِ نَفْسٍ وَ قِلَّةِ تَحَفُّظٍ وَ أَسْقَامِ رَأْيٍ! وَ قُلْتُ وَ أَنَا أَقْرَؤُهُ: بَاطِلٌ! حَتَّى أَتَيْتُ عَلَى آخِرِهِ، ثُمَّ أَدْرَجْتُهَا وَ دَفَعْتُهَا إِلَيْهِ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ لَقِيتُ أَبَا جَعْفَرٍ (ع) فَقَالَ لِي: أَ قَرَأْتَ صَحِيفَةَ الْفَرَائِضِ؟ فَقُلْتُ: نَعَم، فَقَالَ: كَيْفَ رَأَيْتَ مَا قَرَأْتَ؟ قَالَ: قُلْتُ: بَاطِلٌ لَيْسَ بِشَيْءٍ! هُوَ خِلَافُ مَا عَلَيْهِ النَّاسُ! قَالَ: فَإِنَّ الَّذِي رَأَيْتَ وَ الله يَا زُرَارَةُ الْحَقُّ الَّذِي رَأَيْتَ، إِمْلَاءُ رسول الله (ص) وَ خَطُّ عَلِيٍّ (ع) بِيَدِهِ، فَأَتَانِي الشَّيْطَانُ فَوَسْوَسَ فِي صَدْرِي فَقَالَ: وَ مَا يُدْرِيهِ أَنَّهُ إِمْلَاءُ رسول الله (ص) وَ خَطُّ عَلِيٍّ (ع) بِيَدِهِ؟! فَقَالَ لِي قَبْلَ أَنْ أَنْطِقَ: يَا زُرَارَةُ! لَا تَشُكَّنَّ! وَدَّ الشَّيْطَانُ! وَ الله أَنَّكَ شَكَكْتَ! وَ كَيْفَ لَا أَدْرِي أَنَّهُ إِمْلَاءُ رَسُولِ الله (ص) وَ خَطُّ عَلِيٍّ (ع) بِيَدِهِ وَ قَدْ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (ع) حَدَّثَهُ ذَلِكَ، قَالَ: قُلْتُ: لَا! كَيْفَ؟ جَعَلَنِيَ الله فِدَاكَ! وَ تَنَدَّمْتُ عَلَى مَا فَاتَنِي مِنَ الْكِتَابِ، وَ لَوْ كُنْتُ قَرَأْتُهُ وَ أَنَا أَعْرِفُهُ لَرَجَوْتُ أَلَّا يَفُوتَنِي مِنْهُ حَرْفٌ! قَالَ: عُمَرُ بْنُ أُذَيْنَةَ: قُلْتُ لِزُرَارَةَ: فَإِنَّ أُنَاساً حَدَّثُونِي عَنْهُ وَ عَنْ أَبِيهِ بِأَشْيَاءَ فِي الْفَرَائِضِ فَأَعْرِضُهَا عَلَيْكَ، فَمَا كَانَ مِنْهَا بَاطِلًا فَقُلْ هَذَا بَاطِلٌ، وَ مَا كَانَ مِنْهَا حَقّاً فَقُلْ هَذَا حَقٌّ، وَ لَا تَرْوِهِ وَ اسْكُتْ! فَحَدَّثْتُهُ بِمَا حَدَّثَنِي بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (ع) فِي الْبِنْتِ وَ الْأَبِ وَ الْبِنْتِ وَ الْأُمِّ وَ الْأَبَوَيْنِ، فَقَالَ: هُوَ وَ الله الْحَقُ [1].
كلام حول موقف زرارة
أقول: لا يخفى على الناظر البصير أن ما صدر من زرارة- بناء على الخبر السابق- لا يناسب مقامه ومنزلته، ولعل كان ذلك قبل كشف الحقيقة له، وهذا
[1]. تهذيبالأحكام، ج 9، ص 271، باب 23 ميراث الوالدين، ح 5.