responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المروى من كتاب علي( ع) نویسنده : محمد امين پور اميني    جلد : 1  صفحه : 149

الطول بخلاف الذراع، و المراد حينئذ بالذراع في قوله (ع) سبعين ذراعاً إما ذراع من كان في زمن آدم على نبينا و آله وعليه السلام، أو من كان في زمان من صدر عنه الخبر، و هذا وجه قريب.

التاسع: أن يكون الضمير في قوله بذراعه راجعاً إلى جبرئيل (ع)، و لا يخفى بعده و ركاكته من وجوه شتى، لا سيما بالنظر إلى ما في الكافي.

ثم اعلم: أن الغمز يمكن أن يكون باندماج الأجزاء و تكاثفها، أو بالزيادة في العرض، أو بتحلل بعض الأجزاء بإذنه تعالى، أو بالجميع، و قد بسطنا الكلام في ذلك في المجلد الآخر من كتاب مرآة العقول‌ [1].

وذكر المحدث الجزائري في قصص الأنبياء بعد نقله خبري الكليني والراوندي وجوهاً تشبه وجوه التي ذكرها المجلسي‌ [2].


[1]. بحارالأنوار، ج 11، ص 127- 129

[2]. قال: أقول: هذا الحديث عده المتأخرون من مشكلات الأخبار لوجهين:

الأول: أن طول القامة كيف يصير سببا للتضرر بحر الشمس، مع أن حرارة الشمس إنما تكون بالانعكاس من الأجرام الأرضية، و حده أربعة فراسخ في الهواء؟.

الثاني: أن كونه (ع) سبعين ذراعاً بذراعه يستلزم عدم استواء خلقته، و أنه يتعسر عليه كثير من الأعمال الضرورية.

و أجيب الأول بوجهين:

أحدهما: أن يكون للشمس حرارة من غير جهة الانعكاس أيضاً، و تكون قامته (ع) طويلة جداً بحيث تتجاوز الطبقة الزمهريرية و يتأذى من تلك الحرارة، و يؤيده حكاية ابن عناق أنه كان يشوي بعين الشمس.

الثاني: أنه كان لطول قامته لا يمكنه الاستظلال ببناء و لا شجر و لا جبل، فلا يمكنه الاستظلال و لا الجلوس تحت شي‌ء، فكان يتأذى من حرارة الشمس لذلك.

و أما الجواب عن الثاني فمن وجوه، أكثرها فيه من التكلف ما أوجب الإعراض عن ذكره لبعده عن لفظ الحديث و معناه. و أما الوجوه القريبة فمنها ما ذكره بعض الأفاضل من أن استواء الخلقة ليس منحصراً فيما هو معهود الآن، فإن الله تعالى قادر على خلق الإنسان على هيئات أخر كل منها فيه استواء الخلقة، و ذراع آدم (ع) يمكن أن يكون قصيراً مع طول العضد، و جعله ذا مفاصل أو لينا بحيث يحصل الارتفاق به و الحركة كيف شاء.

و منها: ما روي عن شيخنا بهاء الدين طاب ثراه من أن في الكلام استخداماً، بأن يكون المراد بآدم حين إرجاع الضمير إليه آدم ذلك الزمان من أولاده، و لا يخفى بعده و عدم جريانه في حواء إلا بتكلف.

و منها: ما قاله شيخنا المحدث سلمه الله تعالى و هو أن إضافة الذراع إليهما على التوسعة و المجاز، بأن نسب ذراع صنف آدم إليه و صنف حواء إليها، أو يكون الضميران راجعين إلى الرجل و المرأة بقرينة المقام.

و منها: أن الباء في قوله بذراعه للملابسة، أي كما قصر من طوله قصر من ذراعه لتناسب الأعضاء، و إنما خص الذراع لأن جميع الأعضاء داخلة في الطول بخلاف الذراع، و المراد بالذراع في قوله سبعين ذراعاً أما ذراع من كان في زمن آدم، أو ما كان في زمن من صدر عنه الخبر.

و الأوجه عندي هو الوجه الأول، و ذلك لأن استواء الخلقة إنما يكون بالنسبة إلى أغلب أنواع ذلك العصر و الشائع في ذلك العصر، روي أن موسى (ع) أرسل النقباء الاثني عشر ليأتوا له بخبر العمالقة حتى يغزوهم، فلما قربوا من بلادهم رآهم رجل من العمالقة، فوضع الاثني عشر رجلًا في طرف كمه و حملهم إلى سلطانهم و صبهم بين يديه! و قال: هؤلاء من قوم موسى! أ تأمرني أن أضع رجلي عليهم أقتلهم؟! فقال: اتركهم يرجعون إلى صاحبهم و يخبرونه بما يرون، فطلبوا منه زاداً للطريق، فأعطاهم رمانة على ثور نصفها خال من الحب يضعونه فوق النصف الآخر الذي يأكلون منه! و في الليل ينامون في النصف الخالي! فهو في الليل منام و في النهار غطاء! و كان قوم موسى بالنسبة إليهم غير مستوي الخلقة و كذا العكس. على أن الأخبار الواردة بصفات حور العين و ولدان الجنة و أكثر ما ورد فيها لو وجد في الدنيا لكان بعيداً عن استواء الخلقة. راجع: النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين: 43.

نام کتاب : المروى من كتاب علي( ع) نویسنده : محمد امين پور اميني    جلد : 1  صفحه : 149
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست