وقال
المجلسي: اعلم أن هذا الخبر من مشكلات الأخبار ومعضلات الآثار، و الإعضال فيه من
وجهين:
أحدهما:
أن طول القامة كيف يصير سبباً للتأذي بحر الشمس؟!
و
الثاني: أن كونه (ع) سبعين ذراعاً بذراعه يستلزم عدم استواء خلقته على نبينا و آله
و عليه السلام، و أن يتعسر بل يتعذر عليه كثير من الأعمال الضرورية.
و
الجواب عن الأول بوجهين:
الأول:
أنه يمكن أن يكون للشمس حرارة من غير جهة الانعكاس أيضاً، و يكون قامته طويلة جداً
بحيث تتجاوز الطبقة الزمهريرية! و يتأذى من تلك الحرارة، و يؤيده ما اشتهر من قصة
عوج بن عناق أنه كان يرفع السمك إلى عين الشمس ليشويه بحرارتها.
و
الثاني: أنه لطول قامته كان لا يمكنه الاستظلال ببناء و لا جبل و لا شجر، فكان
يتأذى من حرارة الشمس لذلك!.
و
أما الثاني: فقد أجيب عنه بوجوه:
الأول:
ما ذكره بعض الأفاضل أن استواء الخلقة ليس منحصراً فيما هو معهود الآن، فإن الله
تعالى قادر على خلق الإنسان على هيئات أخر كل منها فيه استواء الخلقة، و ذراع آدم
على نبينا و آله و عليه السلام يمكن أن يكون قصيراً مع طول العضد و جعله ذا مفاصل
أو ليناً بحيث يحصل الارتفاق به و الحركة كيف شاء.