responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرسائل الأربع: قواعد أصولیة و فقهیة نویسنده : عدة من الأفاضل    جلد : 1  صفحه : 479

فهرس الرسالة الصفحة 181

الثاني: أنّ تطوّر العلوم الدينيّة كالأصول والفقه وما يتّصل بها من اللّغة والرّجال صار سبباً لاستكمال الفقاهة في المتأخرين، فإنّهم واقفون على ما لدى المتقدّمين مضافاً إلى ما وصلوا إليه في ظلّ الجهد والمثابرة، فلا عتب علينا إذا قلنا: إنّ الشيخ الأنصاري (قدّه) أقوى ملكة وأدقّ نظراً بالنّسبة إلى المتقدّمين من فقهائنا، ولايعني ذلك الحط من منزلة المتقدّمين، فلا شكّ أنّ علومهم وأفكارهم كانت وسيلة وذريعة لارتقاء المتأخرين إلى تلك الدّرجة، ولكن للمتأخّرين أيضاً جهد بليغ في طريق الفقاهة، فلو قلنا بلزوم تقليد الأعلم لو كان ميّتاً يشكل الإرجاع إلى من تقدّم من الفقهاء وإن كانوا من أقطاب وأركان ودعائم المذهب الإماميّ.

الثالث: إنّ في إرجاع النّاس إلى الميّت توقيفاً لركب العلم عن التّكامل، وفيه تضييق وتحديد للشريعة الغرّاء المستمرّة والممتدّة إلى يوم القيامة. ولايشكّ أحد أنّ تكامل الفقه عند الشيعة رهن رجوع الناس إلى الأحياء من المجتهدين، فإنّ ذلك صار سبباً إلى دراسة الفقه وممارسته عبر القرون، فلو كفى العاميّ الرّجوع إلى العالم الميّت وفتاواه، لما بذل العالم الحيّ الجهد في طريق استكشاف الحكم الشّرعيّ، مضافاً إلى أنّ في عدم رجوع العوام إلى الميّت، حفظاً للشريعة من الاندراس وطروء التصحيف والتحريف عليها.

وقد حكى شيخ الشريعة الأصفهاني من الأعلام كلاماً يعجبني نقله هنا، قال: «إنّ عدم محاباة العلماء بعضهم لبعض من أعظم مزايا هذه الأُمّة التي أعظم اللّه بها عليهم النعمة، حيث حفظهم عن وصمة محاباة أهل الكتابَيْن المؤديّة إلى تحريف ما فيهما واندراس تينك الملتين، فلم يتركوا لقائل قولاً فيه أدنى دخل إلاّ بيّنوه، ولفاعل فعلاً فيه تحريف إلاّ قوّموه، حتى اتّضحت الآراء، وانعدمت الأهواء ودامت الشريعة الواضحة البيضاء على امتلاء الآفاق بأضوائها، وشفاء القلوب

نام کتاب : الرسائل الأربع: قواعد أصولیة و فقهیة نویسنده : عدة من الأفاضل    جلد : 1  صفحه : 479
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست