responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معجم طبقات المتكلمين نویسنده : اللجنة العلمية في مؤسسة الإمام الصادق(ع)    جلد : 1  صفحه : 25

جهودهم بنقل الحديث دون وعيه ودرايته،و قد نُقلت في هذا المقام كلمات عن السلف نظير ما نقلناه. ولا بأس بذكر بعضها:

نقل ابن الجوزي بسنده عن الوليد بن أبان الكرابيسي أنّه قال لبنيه لما حضرته الوفاة: تعلمون أحداً أعلم بالكلام منّي ؟ قالوا: لا، قال: أفتتهمونني؟ قالوا: لا، قال: فإنّي أُوصيكم أتقبلون؟ قالوا: نعم، قال: عليكم بما عليه أصحاب الحديث فإنّي رأيت الحقّ معهم.

ونقل أيضاً عن إمام الحرمين أنّه كان يقول: لقد جُلْت أهل الإسلام جولة وعلومهم وركبتُ البحرَ الأعظم، وغصت في الذين نهوا عنه كلّ ذلك في طلب الحقّ وهرباً من التقليد، والآن فقد رجعت عن الكلّ إلى كلمة الحق، عليكم بدين العجائز، فإن لم يدركني الحق بلطيف برّه فأموت على دين العجائز ويختم عاقبة أمري عند الرحيل بكلمة الإخلاص فالويل لابن الجويني.

وكان يقول لأصحابه: يا أصحابنا، لا تشتغلوا بالكلام، فلو عرفتُ أنّ الكلام يبلغ بي ما بلغ ما تشاغلت به.

وقال أبو الوفاء ابن عقيل لبعض أصحابه: أنا أقطع أنّ الصحابة ماتوا وما عرفوا الجوهر والعرض، فإن رضيتَ أن تكون مثلهم فكن، وإن رأيتَ انّ طريقة المتكلّمين أولى من طريقة أبي بكر وعمر فبئس ما رأيت، وقد أفضى الكلام بأهله إلى الشكوك وكثير منهم إلى الإلحاد، تشم روائح الإلحاد من فلتات المتكلّمين، وأصل ذلك انّهم ما قنعوا بما قنعت به الشرائع وطلبوا الحقائق وليس في قوة العقل إدراك ما عند اللّه من الحكمة التي انفرد بها ولا أخرج الباري من علمه لخلقه ما علمه هو من حقائق الأُمور.[1]


[1]انظر للوقوف على مصادر هذه الكلمات تلبيس إبليس:82ـ 83،ط دار القلم، بيروت.
نام کتاب : معجم طبقات المتكلمين نویسنده : اللجنة العلمية في مؤسسة الإمام الصادق(ع)    جلد : 1  صفحه : 25
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست