الحق، ومبغض مفرط يذهب به البغض إلى غير الحق، وخير الناس فيّ حالاً النمط الأوسط فألزموه».[1]
إلى غير ذلك من الكلمات التي ترشد الأُمّة الإسلامية إلى ما لهم من المكانة الرفيعة دون الغلوّ وفوق ما يزعمه النصاب ـ أعداء أهل العصمةـ.
6. عصمة الأنبياء
النبوّة سفارة بين اللّه و بين ذوي العقول من عباده لإزاحة علّتهم في أمر معادهم ومعاشهم، والنبي هو الإنسان المخبر عن اللّه تعالى بإحدى الطرق المعروفة، والأنبياء هم الصفوة من الناس الذين تحلّوا بزينة التقوى والعصمة، حتّى صاروا أهلاً لحمل الرسالة الإلهية إلى عباده واللّه سبحانه يصفهم بقوله: (إِنّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخالِصَة ذِكْرَى الدَّار *وَإِنَّهُمْ عِنْدَنا لِمَنَ الْمُصْطَفَيْنَ الأَخْيارِ).[2]
فمن يصفه سبحانه بأنّه من المصطفين الأخيار يستحيل عادة أن يعصي اللّه سبحانه ويخالفه، ولذلك اتّفق أهل العدل على عصمة الأنبياء في المرحلتين قبل البعثة وبعدها، واستدلّوا على ذلك بأدّلة عقلية وآيات قرآنية، غير أنّ لفيفاً من أهل الحديث اغتروا بروايات رواها مستسلمة أهل الكتاب في حق بعض الأنبياء كداود وسليمان وغيرهما، وقد ملأت هذه الروايات المدسوسة كتب التفسير التي يندى الجبين من نقلها ونشرها في حياة هذين النبيين الكريمين.
والعجب أنّ أهل السنّة قالوا بعدالة الصحابة من أوّلهم إلى آخرهم، بل