responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوهابية بين المباني الفكرية والنتائج العملية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 94

من بعد إذنه:

(مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاّ بِإِذْنِهِ).[1]

ولقد أشارت إلى هذه الحقيقة آيات أُخرى من الذكر الحكيم.[2]

الهدف الثالث: الأفعال الإلهية

إنّ هذا النوع من التفكير لم يكن من النظريات المخترعة من قبل العرب في العصر الجاهلي، بل انّ هذا النوع من التفكير يضرب بجذوره في أعماق التاريخ، ويظهر لنا ذلك بوضوح من خلال الآيات التي تعرضت للحديث عن قصة النبي إبراهيم الخليل(عليه السلام)، وحواره مع المشركين في عصره، فكان إبراهيم(عليه السلام) يؤكّد أنّ مصدر الأفعال والنعم التي يتنعم بها هو خاصة والناس عامّة هو اللّه وحده حيث جاء في حواره معهم:

(الَّذِي خَلَقَني فَهُوَ يَهْدين * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُني وَيَسْقِينِ * وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ * وَالَّذِي يُميتُني ثُمَّ يُحْيِينِ * وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لي خَطِيئتي يَوْمَ الدِّينِ).[3]

فأنت تلاحظ هنا أنّ بطل التوحيد إبراهيم الخليل(عليه السلام) ينسب الأفعال التالية : الهداية، الإطعام والسقي، الشفاء من المرض، الموت والحياة، وغفران الذنوب إلى اللّه الواحد الأحد، وبما أنّه(عليه السلام) في مقام الرد على مشركي عصره في مدينة (بابل) يظهر لنا وبجلاء ـ من خلال عنصر المقابلة ـ أنّهم كانوا


[1] البقرة:255.
[2] انظر: الزخرف:86، مريم:87.
[3] الشعراء:78ـ 82.
نام کتاب : الوهابية بين المباني الفكرية والنتائج العملية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 94
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست