responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوهابية بين المباني الفكرية والنتائج العملية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 442

السابقة عليها والتي تقول: ( أَلاّ تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى )ومن هنا نعرف أنّ اللام الداخلة على كلمة الإنسان في قوله تعالى(للإِنسان) لا يراد منها الانتفاع، بل هي بمعنى الاستحقاق،ولقد أكّد علماء اللغة أنّ أحد معاني «اللام» الاستحقاق كما في قوله تعالى: (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ)[1]، فعلى هذا الأساس لا علاقة للآية بمسألة الهدية والثواب.

وثانياً: على فرض التسليم بشمولية الآية ودلالتها على الثواب والعقاب معاً، مع ذلك نقول: يوجد هنا أمران لا ينبغي الخلط بينهما:

1. انّ سعادة الإنسان وشقاءه مرهون بعمله وسلوكه، فإذا كان محسناً فاعلاً للخيرات فلا ريب أنّه سعيد، وأمّا إذاكان سيّء العمل مذموم الطريقة والمنهج فلا ريب أنّ عاقبته الشقاء والخسران، وهذا أصل قرآنيّ أكّدته آيات الذكر الحكيم حيث قال عزّ من قائل:(مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسهِِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها).[2]

2. إذا قام الإنسان بعمل صالح ثمّ أهدى ثواب ذلك العمل إلى آخر قد رحل عن هذه الدنيا، فإنّ الميّت ينتفع بثواب ذلك العمل الصالح.

ولا ريب أنّه لا منافاة بين هذين الأصلين، لأنّ الأصل يمثّل قاعدة عامّة شاخصة للعيان في حياة الإنسان، كما أنّ هذا الأصل يبيّـن المحور الذي تدور عليه كلّ من السعادة والشقاء. والحال أنّ الأصل الثاني أصل فرعي وحالة استثنائية،ومن الممكن بيان عدم التنافي بين الأصلين من خلال المثال التالي:

لو فرضنا أنّ إنساناً ما ينصح ولده ويقول له: إنّ سعادتك أو شقاءَك في الحياة رهن بعملك وسعيك، وإنّ الأمل بالنجاح والسعادة بلا عمل أو كدح


[1] المطففين:1.
[2] فصلت:46.
نام کتاب : الوهابية بين المباني الفكرية والنتائج العملية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 442
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست