وعلى هذا الأساس لا يمكن عدّ هذا النوع من التعبير علامة للشرك باللّه وعبادة لغيره، بل انّ هذا التعبير نفسه قد ورد في حديث سعد بن عبادة الذي مرّ ذكره حيث قال: «هذه لأُمّ سعد».
المعيار هو النيّة لا ظاهر العمل
روى المحدّثون عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال: «إنّما الأعمال بالنيات».[2]
ومن هذا المنطلق واعتماداً على هذا الأصل الإسلامي المسلّم لابدّ من التفريق ووضع المائز بين العمل الذي يقوم به الموحّدون من النذر أو الذبح للنبي أو الأولياء وبين ما يقوم به المشركون تجاه أصنامهم وأوثانهم، فإنّ العملين وإن اتّحدا ظاهراً وشكلاً، ولكنّهما يختلفان جوهراً وحقيقة، فلا يمكن قياس أحدهما بالآخر. لأنّ الإنسان الموحّد إنّما ينذر للّه وحده ويذبح طمعاً في نيل ثوابه وجزائه تعالى، والحال انّ المشركين يذبحون باسم أوثانهم ويطلبون الثواب منها، فكيف ياترى جعل العملين عملاً واحداً والتسوية بينهما؟!!
فإذا كان المعيار في الحكم هو ظاهر العمل، فلا شكّ انّ ظاهر أعمال الحجّ لدى المسلمين يشبه عمل المشركين، فهم يطوفون حول أصنامهم ونحن نطوف حول الكعبة المشرفة ونقبّلها،وهم ينحرون في منى لأصنامهم ونحن أيضاً ننحر في ذلك اليوم، ولكن هل من الصحيح التسوية بين العملين اعتماداً على الشكل الظاهري للعمل وإغفال جانب النيّة التي تدفع الإنسان إلى القيام بذلك