responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوهابية بين المباني الفكرية والنتائج العملية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 414

ومع الالتفات إلى هذه الدساتير الأربعة، يكون الاحتفال بمولده (صلى الله عليه وآله وسلم) وإحياء تلك المناسبة العطرة، موافقاً لدستوره سبحانه، وامتثالاً لأمره حيث عبّر سبحانه بقوله: (وعَزّروه).

ثمّ إنّ القرآن الكريم حينما يعد النعم الإلهية التي أنعم بها على رسوله الكريم يعد منها نعمة رفع الذكر، حيث يقول عزّ من قائل:

(أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ * وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ).[1]

ولا ريب أنّ إقامة مجالس الفرح التي يقيمها المسلمون بمناسبة ذكرى ولادة الرسول الأكرم والاحتفاء بها هو مصداق بارز من مصاديق رفع الذكر، وتجسيم جليّ لمفاد قوله تعالى: (وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ).

وحينئذ نتساءل واستناداً لما ورد في الآيات والروايات السابقة، ما هو حكم مجالس الاحتفال بمولد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا خلت من المحرمات العارضة، كاستعمال وسائل الطرب واللهو والغناء؟ فهل هي من مصاديق تكريم الرسول الأعظم أم تحقيره؟

وهل هي من مصاديق إظهار المودة والولاء أم من مصاديق العداوة له والبغضاء والشحناء؟ وهل هي من مصاديق رفع الذكر أم طمسه؟

لا شكّ أنّ الجواب أنّها مـن مصـاديـق التكريم وإظهار المودّة والولاء ورفـع الـذكر وإعـلاء الكلمـة، وحينئـذ يطـرح السـؤال الآخـر نفسه: فهل يـاتـرى عملٌ بهذه المواصفات الحسنة والمميـزات الساميـة يمكن أن يكون أمـراً محرماً ينهى الشارع عنه ويعاقب عليه؟!


[1] الإنشراح:1ـ4.
نام کتاب : الوهابية بين المباني الفكرية والنتائج العملية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 414
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست