responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوهابية بين المباني الفكرية والنتائج العملية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 412

وأمّا الحسين بن محمد بن الحسن المعروف بـ«الدياربكري»(المتوفّى 960هـ) والذي يُعدّ أحد القضاة في مكة المكرّمة،فهو الآخر يكتب في تاريخه:

ولا يزال أهل الإسلام يحتفلون بشهر مولده(عليه السلام)، ويعملون الولائم، ويتصدّقون في لياليه بأنواع الصدقات، ويظهرون السرور، ويزيدون في المبرّات، ويعتنون بقراءة مولده الكريم، ويظهر عليهم من بركاته كلّ فضل عميم.[1]

فهذان النصّان لعالمين من علماء القرن العاشر الميلادي يكشفان وبوضح تام أنّ ظاهرة الاحتفاء بذكرى مولد الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) وسائر الأولياء والصالحين كانت من المظاهر التي تضرب بجذورها في أعماق التاريخ الإسلامي، وكانت على مرأى ومسمع من علماء المسلمين الكبار ولم يستنكر منهم أحد هذا العمل ممّا يدلّ على صحّته وجواز إقامته، كما أنّهم كانوا يرون انّ هذه الظاهرة نوعاً من إظهار الحب والمودة للرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) .

فكلّنا يعلم أنّ من المفاهيم المسلّمة والأُصول الثابتة في الفكر الإسلامي هو إظهار الحب و الولاء والمودة للنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وهذا ما أكّدته آيات الذكر الحكيم، حيث قال تعالى:

(قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ وَإِخْوانُكُمْ وَأَزواجُكُمْ وَعَشيرَتُكُمْ وَأَموالٌ اقْتَرَفْتُمُوها وَتِجارَةٌ تَخْشَونَ كَسادَها وَمَساكِنُ تَرْضَوْنَها أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهاد فِي سَبيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لا يَهْدِي الْقَومَ الْفاسِقين).[2]

كما أكّدت ذلك أيضاً الأحاديث النبوية الشريفة، يقول (صلى الله عليه وآله وسلم) :


[1] تاريخ الخميس:1/323.
[2] التوبة:24.
نام کتاب : الوهابية بين المباني الفكرية والنتائج العملية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 412
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست