نام کتاب : الوهابية بين المباني الفكرية والنتائج العملية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 398
الزمن، ولقد بكاه طوال تلك المدّة حتّى فقد بصره إلى الدرجة التي وصفه فيها الذكر الحكيم بقوله: (وَابْيَضَّتْ عَيْناهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ).[1]
فشاءت الإرادة الإلهية أن يعود إلى يعقوب بصره عن طريق قميص ولده يوسف(عليه السلام) حيث قال تعالى على لسان يوسف(عليه السلام):(اذْهَبُوا بِقَمِيصي هَذا فَأَلْقُوهُ عَلى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً).[2]
ولا ريب أنّ قميص يوسف(عليه السلام) لا يختلف من الناحية المادية أو من ناحية الشكل عن غيره، ولكن تعلّقت الإرادة الإلهية بأن يصدر الفيض الإلهي إلى عبده يعقوب من خلال هذا الطريق، وقد صرّح القرآن الكريم بهذه الحقيقة حيث قال سبحانه:
لقد وضع موسى(عليه السلام) وفي الأيام الأخيرة من عمره الشريف، الألواح المقدّسة التي تحتوي على شريعته(عليه السلام)، ودرعه وسلاحه وآثاره الأُخرى في صندوق، وجعل الصندوق عند وصيّه «يوشع بن نون»، ومن هنا اكتسب هذا الصندوق أهمية كبرى لدى بني إسرائيل، فكانوا يحملونه معهم أثناء الحروب التي تقع بينهم وبين خصومهم متبرّكين به، ومستنزلين النصر من اللّه عن طريقه، وكانوا يعيشون حياة عزيزة مادام ذلك الصندوق المبارك بين ظهرانيهم، ولكن لمّا دبّ فيهم الضعف الديني، وقلّ تأثير الوازع الأخلاقي في أوساطهم، تمكّن خصومهم من