responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوهابية بين المباني الفكرية والنتائج العملية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 338

(فَلا تَدْعُوا مَعَ اللّه)أو دعوتهم بصورة مستقلة، هو نفي الدعوة المقترنة باعتقاد الإلوهية للمدعو، وأمّا الدعوة المجردة عن هذا الاعتقاد فلا بأس بها، بل انّها تشكّل الأساس لحركة الحياة البشرية، قال تعالى: (نَدْعُ أبْناءَنا وَأَبْناءَكُم).[1]

وفي آية أُخرى يقول سبحانه: (لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً).[2]

وعلى هذا الأساس لا يكون المراد من الآيات السابقة النهي عن مطلق الدعاء والنداء، بل المراد الدعاء الحاكي عن الخضوع والخشوع أمام من يعتقد أنّه اللّه، أو على أقلّ تقدير فوّض إليه فعل اللّه.

ومن هنا نعرف أنّه لا علاقة بين هاتين الآيتين ونظائرها من الآيات، وبين دعوة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) باعتباره عبداً من عباد اللّه المكرمين، ليس بإله ولا فوّض إليه فعل الإله.

ومع شديد الأسف نجد المخالفين لفكرة التوسّل قد جمعوا تلك الآيات الواردة في حقّ المشركين و الآلهة المزيفة من الأوثان والأصنام، وحاولوا تطبيقها على جميع المسلمين المتوسّلين بالأرواح المقدّسة. والحال انّ هذه الآيات خارجة عن محط النزاع من جهتين:

1. انّ مصبّها المشركون وليس الموحّدين.

2. إنّما اتّسم فعل المشركين بالعبادة باعتبار أنّهم قد اعتقدوا بإلوهية الأوثان ودعوها وخضعوا لها من هذا المنطلق، والحال أنّ خضوع المسلمين


[1] آل عمران:61.
[2] النور:63.
نام کتاب : الوهابية بين المباني الفكرية والنتائج العملية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 338
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست