نام کتاب : الوهابية بين المباني الفكرية والنتائج العملية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 306
الشبهة الثالثة: وجود الحائل والمانع بين الأموات والأحياء
إنّ أصحاب هذه الشبهة يسلمون أنّ الموت لا يمثل نهاية الحياة وفناء الإنسان بالكامل، بل هناك عنصر مهم من الإنسان وهو الروح ينطلق إلى عالم آخر ليعيش فيه، ولكنّهم يرون في نفس الوقت انّ هناك حائلاً ومانعاً بين الأموات والأحياء أطلق عليه القرآن الكريم عنوان «البرزخ» حيث قال تعالى : (وَمِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)[1] وعلى هذا الأساس لا يتسنّى للموتى أن يسمعوا دعاء الأحياء، وإذا لم يسمعوه فما الفائدة من مخاطبة موجود لا يسمع الكلام؟!
جواب الشبهة
صحيح انّ البرزخ لغة معناه الحائل والمانع، ولكن المقصود من المانع والحائل هنا، هو المانع والحائل من العودة إلى الحياة الدنيا، لا بمعنى الحائل والمانع من الارتباط والاتصال بهم، وانّ الإمعان في الآية المباركة يوضح لنا وبجلاء المعنى المقصود من البرزخ حيث يقول تعالى: