responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوهابية بين المباني الفكرية والنتائج العملية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 301

وأمّا التكليف الذي يقع على عاتق الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فيتمثّل بالاستغفار للزائر إذا جاء إلى حضرته وطلب ذلك منه.

ثمّ إنّ الملاحظ من مجموع الآداب والسنن الخاصة بالزيارة انّها تعتبر التوسّل بعد رحيله (صلى الله عليه وآله وسلم) كالتوسّل به في حال حياته (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وانّه لا فرق أبداً بين الحالتين في اعتماد هذه الوسيلة للتقرّب إلى اللّه وطلب المغفرة منه.

ابن تيميّة وأتباعه

ذهب ابن تيمية وأتباعه إلى التفريق بين طلب الدعاء في حال الحياة فقالوا بجواز ذلك و بين طلبه بعد وفاته فقالوا بحرمته، قال الآلوسي في تفسير قوله تعالى: (وابْتَغُوا إِليهِ الوَسِيلَةَ): وتحقيق الكلام في المقام أنّ الاستغاثة بمخلوق وجعله وسيلة بمعنى طلب الدعاء منه لا شكّ في جوازه إن كان المطلوب منه حيّاً، وأمّا إذا كان المطلوب منه ميّتاً أو غائباً فلا يستريب عالم أنّه غير جائز وانّه من البدع التي لم يفعلها أحد من السلف.[1]

وفي مقام الرد على هذا الكلام لابدّ من تحديد منزلة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) لدى اللّه سبحانه، تلك المنزلة التي دعت إلى أن يحضر المذنبون لديه (صلى الله عليه وآله وسلم) والاستغفار عنده وطلب الاستغفار منه، فهل هذه المنزلة وذلك المقام نابعان من الوضع الجسماني والعنصر المادي للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بحيث بمجرد انتهاء هذا العنصر بسبب الموت تنتهي جميع لوازمه وتوابعه، أو أنّ تلك المنزلة والمقام يرتبطان بالعنصر الروحي والنفس الزكية والطهر المعنوي له (صلى الله عليه وآله وسلم) ؟


[1] روح المعاني:6/125 والآية 35 من سورة المائدة.
نام کتاب : الوهابية بين المباني الفكرية والنتائج العملية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 301
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست