responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوهابية بين المباني الفكرية والنتائج العملية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 254

تمنّيه الوارد في الآية: (يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ * بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَني مِنَ الْمُكْرَمينَ)، إذ من الواضح أنّ الحجب في الحياة الأُخروية مرفوعة وانّ قومه المشركين يعلمون، بل يرون النعم الإلهية التي ينعم اللّه تعالى بها على المؤمنين، وإنّما الحجب موجودة بينهم و بين الحياة البرزخية،ومن هنا يكون تمنّيه أمراً معقولاً ومنطقياً، بخلاف ما لو كان المراد من الحياة هي الحياة الأُخروية، فلا معنى حينئذ لهذا التمنّي مع رفع الحجب والأستار وانكشاف الأُمور إلى درجة تصفه الآية المباركة بقوله تعالى: (لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَة مِنْ هذا فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيد).[1]

ثمّ إنّه سبحانه لم يمهل القاتلين طويلاً ولم يرسل جنداً من السماء لإهلاكهم، بل أهلكهم سبحانه وأطفأ نور حياتهم بصيحة سماوية كانت فيها نهايتهم، حيث قال سبحانه:(وَمَا أَنْزَلْنا عَلى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْد مِنَ السَّماءِ وَما كُنّا مُنْزِلينَ * إِنْ كانَتْ إِلاّ صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ خامِدُونَ).[2]

وخلاصة الكلام: انّ الآيات السابقة تدلّ بوضوح على بقاء الروح وإدراكها وشعورها وتلقّيها الخطابات (قيل ادخل الجنة)، وتمنّيها أن يرى قومها ما أنعم اللّه عليها (قال يا ليت قومي يعلمون)، وهلاك قومه بالصيحة بعد قتله مباشرة، كلّ ذلك يراد به الحياة البرزخية والجنة البرزخية لا الأُخروية.

3. عرض آل فرعون على النار

قال تعالى في وصف حال آل فرعون:(النّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوّاً وَعَشِيّاً


[1] ق:22.
[2] يس:28ـ29.
نام کتاب : الوهابية بين المباني الفكرية والنتائج العملية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 254
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست