responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوهابية بين المباني الفكرية والنتائج العملية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 240

الواحد هو الشخصية الواقعية للإنسان والتي يُعبر عنها «بروحه ونفسه».

2. ثبات الشخصية الإنسانية في دوّامة التغيّرات المادية

الشاهد الثاني والدليل الآخر على وجود الروح واستقلاليتها عن النظام المادّي، هو: انّ الإنسان يشعر ـ و في خضّم التغيّرات والتحوّلات المادية التي تطرأ على جسمه خلال مسيرته المادية ـ انّ هناك وجوداً باقياً لم يتغيّر ولم يتحوّل بالرغم من كلّ تلك التحوّلات التي طرأت على جسمه.

وبعبارة أُخرى: انّ الإنسان يمرّ في مسيرة حياته الطويلة بمراحل متعدّدة بدءاً بمرحلة الطفولة، ثمّ الصبا، والشباب، والكهولة والشيخوخة،ولكنّه مع ذلك كلّه يدرك أنّ هناك شيئاً ثابتاً وباقياً وراء ذلك كلّه لم يتغير بالرغم من جميع تلك التحوّلات، فينسب إليه التحوّلات المذكورة والمراحل المتعدّدة فيقول: أنا حينما كنت طفلاً، وأنا حينما كنت يافعاً، وأنا حينما كنت شاباً، وهكذا. فيدرك انّ هناك حقيقة ثابتة وباقية رغم التحوّلات والأطوار المتعدّدة التي مرّ بها الجسم.

فلو كانت حقيقة الإنسان تكمن في وجوده المادّي المتمثّل في الجسم، فمن المستحيل حينئذ الوصول إلى إدراك حقيقة الإنسان في إطار تلك التحوّلات والتغيّرات،وذلك لأنّ البدن عرضة للتحوّلات المتكرّرة والمتغيّرة، فلابدّ حينئذ من البحث عن حقيقة الإنسان وراء ذلك العنصر المادّي المتحوّل، ولا شكّ انّ الإنسان يدرك بوجدانه انّ هناك شيئاً وراء المادّة لم يتغيّر ولم يتحوّل، وقد انطلق معه في جميع تلك المراحل المتعدّدة،وهذا الوجود هو الذي يشكّل حقيقته وتكمن فيه ذاته.

وإذا أردنا أن نصيغ ذلك الدليل بصياغة برهانية منطقية نقول:

نام کتاب : الوهابية بين المباني الفكرية والنتائج العملية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 240
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست