responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوهابية بين المباني الفكرية والنتائج العملية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 168

منه الاستغفار لهم ونزول الرحمة عليهم، والتجاوز عمّا صدر عنهم.

وفي الواقع ليست الزيارة إلاّ الحضور عند المزور، وإهداء التحيّة والسلام إليه، وطلب الدعاء منه لا أكثر.

من هنا يمكن أن يستدلّ بالآيتين الشريفتين على استحباب زيارة مرقد النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) .

والشاهد على ذلك ما رواه المحدّثون من أنّه وبعد رحيل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) جاء أعرابي من خارج المدينة،وبعد أن قرأ الآية المباركة[1]، خاطب رسول اللّه بقوله: «وقد جئتك مستغفراً من ذنبي، مستشفعاً بك إلى ربّي».[2]

ولقد أشار السبكي في كلامه السابق إلى نكتة مهمة، وهي: انّ دعوة المسلمين وحثّهم على الحضور عند رسول اللّه وطلب الاستغفار منه، يُعدّ تعظيماً وتكريماً وتبجيلاً له (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ولا ريب أنّ هذا التكريم والتعظيم والتبجيل من قبل المسلمين لا يختص بحياة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) الدنيوية فقط، بل أنّ ذلك يجري مطلقاً في حياته وبعد رحيله (صلى الله عليه وآله وسلم) .

ومن هذا المنطلق نجد المفسّرين يعتقدون اعتقاداً راسخاً بأنّ احترام الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يختص بزمن حياته (صلى الله عليه وآله وسلم) فقط، بل لابدّ أن يحفظ ذلك حتى بعد وفاته ورحيله (صلى الله عليه وآله وسلم) .

بل نجد انّ الآية التي تنهى المسلمين عن رفع أصواتهم فوق صوت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) باقية على حيويتها واستمراريتها وقوّتها، حيث يقول سبحانه:


[1] النساء:64.
[2] وفاء الوفا:4/1361; الدرر السنيّة:21.
نام کتاب : الوهابية بين المباني الفكرية والنتائج العملية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 168
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست