responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوهابية بين المباني الفكرية والنتائج العملية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 167

العديد من آيات الذكر الحكيم.[1] وهذا ما نبحثه تحت عنوان «الحياة البرزخية» إن شاء اللّه تعالى.

الثاني: انّ الأحاديث الشريفة تصرّح بأنّ الملائكة تبلّغ خاتم الأنبياء (صلى الله عليه وآله وسلم) سلام من يسلّم عليه، فقد جاء في الصحاح:«ما من أحد يسلّم عليّ إلاّ ردّ اللّه عليّ روحي حتّى أردّ (عليه السلام)».[2]

وفي رواية أُخرى: «صلّوا عليّ فإنّ صلاتكم تبلغني حيثما كنت».[3]

الثالث: لقد أطبق المسلمون ـ وعلى مرّ العصور ـ على السلام على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في صلاتهم بقولهم: «السلام عليك أيّها النبيّ ورحمة اللّه وبركاته» وليس هذا السلام في واقعه أمراً تشريفياً اعتبارياً، بل هو حقيقة واقعية من الحيّ إلى الحيّ الذي يسمع ويجيب.

إنّ هذه الأدلّة التي ذكرناها تحكي بما لا ريب فيه أنّ الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) حي يرزق، ويعيش الآن حياة برزخية، ولم تنقطع صلته بهذا العالم، وهو على ارتباط به يسمع كلامنا ويلبّي طلبتنا مع توفّر بعض الشروط الخاصة.

من هنا يمكن القول: إنّ الآيتين المذكورتين تدلاّن على مفهوم أوسع، ومعنى أشمل، حيث تطلب تلك الآيات من المؤمنين فعلاً الحضور عند رسول اللّه، وتأمرهم بالاستغفار في حرمه الشريف، وأن يطلبوا منه (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يستغفر اللّه لهم. ولذلك ورد في زيارة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ و التي يقرأها الجميع في حرمه الطاهر (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ الالتفات إلى هذه الآية المباركة، حيث نجد الزائرين يتوجّهون إليه (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ويطلبون


[1] انظر آل عمران:169، البقرة:154، يس:26ـ 27، وغير ذلك.
[2] سنن أبي داود:1/470ـ 471، كتاب الحجّ، باب زيارة القبور.
[3] التاج الجامع للأُصول في أحاديث الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) :2/189.
نام کتاب : الوهابية بين المباني الفكرية والنتائج العملية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 167
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست