وثالثاً: لو فرض عدم كفاية المواد الترابية لإحياء جميع من قطنوا هذا الكوكب، فلا مانع من تكميلها بتراب الكرات الأُخرى، وليس ذلك على خلاف العدل، لما عرفت من أنّ الثواب والعقاب بملاك الروح والنفس، فالنفس الإنسانية إذا أُدخلت في أي بدن كان،وحُشرَت مع أي جسم إنساني، فهوهو، وليس غيره، وإنّما يكون البدن أداة ووسيلة لتعذيبه، وتنعيمه، ولولا دلالة القرآن على أنّ المُعاد في الآخرة عنصري، لكان العقل مكتفياً بإعادة الروح والنفس، غير أنّ إصرار الذكر الحكيم، على كون المعاد عنصرياً، يصدّه عن الاكتفاء بالمعاد الروحاني
وعلى ضوء ذلك، فلو كانت المواد الأرضية غير كافية لإحياء كلّ من سكن هذا الكوكب، فلا مانع من تكميل بدن كلّ إنسان بمواد من كواكب أُخرى.
ورابعاً: أنّ النيازك المشاهدة في الليالي هي نتيجة وصول أحجار وأتربة وأجسام ثقيلة من الفضاء الخارجي إلى الغلاف الجوي، فيوجب احتكاكها الشديد به احتراقها وتناثرها، وهبوطها على الأرض بصورة ذرات خفيفة لا تزعج الحياة