تخت الشيخ قدّس سرّه على أيديهم و توجه الناس إليّ و ازدحموا عليّ و كنت راكبا،فلمّا وصلنا إلى ال(بست) [1]نزلت و أخذني الضعف من أوّل ال(بست) إلى الصحن الشريف ثلاث مرّات من كثرة الازدحام عليّ،و نزلنا في دار استأجرناها بباب المسجد المعروف ب:مسجد گوهر شاد،و جلسنا ثلاثة أيام مجلسا عاما،ثمّ اشتغلت بكتابة أجوبة الاستفتاءات و لم يمكن لنا لكثرة الاستفتاءات زيارة أحد من أهل البلد،و لم نر غير الحرم الشريف و المسجد و دارنا.
و قد كان قدّس سرّه يصلّي ليلا في المسجد باثني عشر الف نفس تقريبا على ما ذكروا [2].
و قد بقيت ليلة من ليالي الخميس وحدي في الحرم الشريف إلى الصبح أغلقوا عليّ الباب..فيا لها من ليلة مباركة!و يا لها من لذة روح عظيمة!
و قد كنت منشدا أرجوزة-هي شعر عالم غير شاعر-قرأتها إخفاتا أوّل الورود،و أسأل اللّه تعالى إجابة ما طلبته منه فيها [3].
[1] كلمة فارسية لها عدّة معاني،و يراد بها هنا المنطقة أو الفضاء المحاذي لأحد المراقد المقدّسة أو بيوت السلاطين أو العلماء و الّتي يلتجئ اليها من يستحق العقوبة القانونية ليحفظ نفسه من أيدي الحكام و يتحصّن بها،لاحظ تفصيل ذلك في لغتنامه دهخدا 16/10-19.
[2] بذا يحدّثنا صاحب عين الوقائع:156 حيث يقول:في وقائع سنة 1322 هجري مطابق 1904[ميلادي]:..ورود جناب مستطاب حجّة الإسلام ميرزا حسن مجتهد مماقاني[كذا]جهت زيارت به أرض أقدس رضوى عليه السلام در ماه جمادى الاولى[كذا]كه در مسجد گوهرشاد هنگام اداى نماز اغلب أوقات تعداد مقتديات به بيست هزار نفر مىرسيد،و مكبر متعدد در بين صفوف جمعيت روي منبرها براى اعلان تكبير حاضر بودند.
[3] قال في معارف الرجال 20/2-21 في ترجمة الشيخ عبد اللّه طاب ثراه:..و زار