كرامة عظيمة له قدّس سرّه،و هي أنّ السكة الحديدية من الشاهزاده إلى طهران صائرة خلف الشارع العام المسمّى عندهم ب:(الخيابان)،و قد كان سكّانچي الشمندفر [1]معلنا بالآلة المنبهة حركته،و المشايعين المحتفّين بتخت الشيخ رحمه اللّه غير سامعين،فلمّا أن صار التخت في وسط السكة قربت منه عربات الشمندفر بحيث كانت تصل إليهم عادة و كانت تقتل الشيخ رحمه اللّه و جماعة، فلطم الأفرنجي الّذي بيده سكان العربة بيديه على رأسه لخروج الاختيار من يده،فانكسر چرخ العربة السائقة للعرباين [2]الأخير بغير سبب قبل وصوله إلى الجمعية بخطوتين؛فصاحت الناس بالصلاة على النبي و آله و تعجبوا من ذلك،و لا عجب من ألطاف اللّه تعالى: وَ لاٰ يَؤُدُهُ حِفْظُهُمٰا وَ هُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ [3].
ثمّ إنّا وردنا خراسان سلخ ربيع الأوّل،و استقبلنا إلى ستّ منازل جمع، و إلى خمس آخرون..و هكذا،و المستقبلون إلى طرق [4]-و هو مسير فرسخين من مشهد مولانا الرضا عليه السلام-فوق العشرة آلاف من العلماء و أهل العتبة المقدّسة و التجار و الأعيان،و كان قد هيأ تاجر باشي ايران رحمه اللّه تعالى في طرق غداء عشرة آلاف و صرف ذلك اليوم ألفا و خمسمائة تومان..
و لو رمت تحرير جزئيات ذلك لكانت رسالة مستقلة،و قد تحركنا من طرق لأربع ساعات قبل الغروب،فلمّا وصلنا إلى رأس الفرسخ حمل أهل العلم
[4] طرق،كلمة لها عدّة معاني،كما و تطلق على عدّة أمكنة،و يراد بها هنا محلّة في جنوب مشهد الرضا عليه السلام بخراسان بينها و بين جيمآباد-لمن قصد مشهد من طريق نيشابور-على بعد نحو 17 كيلومترا(زيادة فرسخين)،لاحظ:لغتنامه دهخدا 219/32.