نام کتاب : إثارة التّرغيب والتّشويق إلى المساجد الثّلاثة والبيت العتيق نویسنده : الخوارزمي، محمد بن إسحاق جلد : 1 صفحه : 96
قال : فخرج
وخرج معه جبريل ، فلا يمر إبراهيم بقرية من القرى ، إلا قال : يا جبريل ، أبهذا
أمرت؟ فيقول له جبريل : امض ، حتى قدم مكة ؛ وهى إذا ذاك عضاة من معلم وسمر ، وبها
ناس يقال لهم العماليق خارجا من مكة فيما حولها ، والبيت يومئذ ربوة حمراء مدرة.
فقال إبراهيم لجبريل ـ عليهالسلام ـ : أها هنا أمرت أن أضعهما؟ قال : نعم. قال : فعمد
بهما إلى موضع الحجر ، فأنزلهما فيه ، وأمر هاجر أم إسماعيل أن تتخذ فيه عريشا. ثم
قال : (رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ
ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ)[١] الآية ، ثم انصرف إلى الشام وتركهما عند البيت الحرام [٢].
وعن محمد بن
إسحاق ، أنه قال : بلغنى أن ملكا أتى إلى هاجر أم إسماعيل ؛ حين أنزلها إبراهيم
بمكة قبل أن يرفع إبراهيم وإسماعيل القواعد من البيت ، فأشار لها إلى البيت ؛ وهى
ربوة حمراء مدرة ، فقال لها : هذا أول بيت وضع للناس فى الأرض ، وهو بيت الله
العتيق ، واعلمى أن إبراهيم وإسماعيل يرفعانه للناس [٣].
وقال ابن جريج
: وبلغنى أن جبريل ـ عليهالسلام ـ هزم بعقبه فى موضع زمزم ، وقال لأم إسماعيل ـ وأشار
لها إلى موضع البيت ـ : هذا أول بيت وضع للناس ، وهو بيت الله العتيق ، واعلمى أن
إبراهيم وإسماعيل يرفعانه ويعمرانه ، فلا يزال معمورا محرما مكرما إلى يوم القيامة
[٤].
وعن ابن جريج ـ
أيضا ـ قال : فماتت أم إسماعيل قبل أن يرفع إبراهيم وإسماعيل القواعد ، ودفنت فى
موضع الحجر ، وإسماعيل ـ عليهالسلام ـ لما حضرته الوفاة أوصى إلى أخيه إسحاق أن يدفنه فى
الحجر إلى جنب أمه هاجر.
وعن ابن عباس ـ
رضى الله عنهما ـ أن الملك الذى أخرج زمزم لهاجر قال لها : وسيأتى أبو هذا الغلام
فيبنى بيتا وهذا مكانه ـ وأشار إلى موضع البيت ـ ثم انطلق الملك [٥]. وقال ابن عباس : هذا الملك كان غير جبريل عليهالسلام ، والله أعلم.