نام کتاب : إثارة التّرغيب والتّشويق إلى المساجد الثّلاثة والبيت العتيق نویسنده : الخوارزمي، محمد بن إسحاق جلد : 1 صفحه : 79
مدبر العالم المحيط علمه بجميع الكليات والجزئيات : (إِنِّي
أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ).
ويحتمل ـ والله
أعلم بمراده ـ أن يقال : إنه يحصل من تخليقهم وتكوينهم كمال حكمتى ورحمتى وقدرتى ،
ويحصل لهم منه أيضا كمال حالهم ودرجاتهم. أما كمال قدرتى ؛ فلئلا يبقى هذا القسم
محروما عن أثر الجود. وأما كمال حكمتى ؛ فلأنه وإن كان الفساد والقتل يحصلان كثيرا
إلا أن الأكثر عدمهما وحصول العبودية والتذلل أكثر منهما ، وترك الخير الكثير لأجل
الشر القليل شرّ كثير فهو غير لائق بحكمتى ، وأما كمال حالهم ودرجاتهم فهو أن
العمل بمقتضى العقل عند عدم الشهوة ليس فى غاية الكمال ، وإنما الكمال هو العمل
بمقتضى العقل مع قيام منازعة الشهوة كما فى حق البشر فيحتمل فى ظنوننا أن المراد
بقوله : (إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ) هو هذا
المعنى. والله أعلم بأسرار كلامه كذا فى «أسرار التنزيل» للشيخ فخر الدين الرازى
رحمه الله.
* * *
نام کتاب : إثارة التّرغيب والتّشويق إلى المساجد الثّلاثة والبيت العتيق نویسنده : الخوارزمي، محمد بن إسحاق جلد : 1 صفحه : 79