نام کتاب : إثارة التّرغيب والتّشويق إلى المساجد الثّلاثة والبيت العتيق نویسنده : الخوارزمي، محمد بن إسحاق جلد : 1 صفحه : 66
الإسلام على قول الزهرى ومن وافقه بعد المبعث بعام ونصف ، وكانت عائشة فى
الهجرة بنت نحو ثمانية أعوام ، وقد كان الإسراء قبل الهجرة بعام وشهرين ، والحجة
لذلك تطول وليست من غرضنا ؛ فإذا لم تشاهد ذلك عائشة دل على أنها حدّثت بذلك عن
غيرها فلم يرجح خبرها على خبر غيرها ، وغيرها يقول خلافه مما وقع نصّا فى حديث أم
هانئ وغيره ، وأيضا فليس حديث عائشة بالثابت والأحاديث الأخر أثبت. وأيضا فقد روى
فى حديث عائشة رضى الله عنها قالت : «ما فقدته» ولم يدخل بها النبى صلىاللهعليهوسلم إلا بالمدينة ، وكل هذا يوهنه ، بل الذى يدل عليه صحيح قولها أنه بجسده ؛
لإنكارها أن تكون رؤيا لربه رؤيا عين ، ولو كانت عندها مناما لم تنكر.
فإن قيل : فقد
قال تعالى : (ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى)[١] فقد جعل ما رآه للقلب وهذا يدل على أنها رؤيا نوم ووحى
لا مشاهدة عين وحس؟ قلنا : يقابله قوله تعالى : (ما زاغَ الْبَصَرُ
وَما طَغى)[٢] وقد أضاف الأمر إلى البصر.
وقد قال أهل
التفسير فى قوله تعالى : (ما كَذَبَ الْفُؤادُ
ما رَأى) أى لم يوهم القلب العين غير الحقيقة بل صدق رؤيتها ،
وقيل : ما أنكر قلبه ما رأته عينه ـ انتهى كلام القاضى.
فائدة حسنة
جليلة مفيدة على أن الإسراء بالجسد وفى اليقظة : ما قاله الحافظ أبو الخطاب عمر بن
دحية فى كتابه «التنوير فى مولد السراج المنير» ، وقد ذكر الإسراء من طريق أنس ،
وتكلم عليه فأجاد وأفاد ، ثم قال : وقد تواترت الروايات فى حديث الإسراء عن عمر بن
الخطاب ، وعلىّ ، وابن مسعود ، وأبى ذر ، ومالك ابن صعصعة ، وأبى هريرة ، وأبى
سعيد ، وابن عباس ، وشداد بن أوس ، وأبى بن كعب ، وعبد الرحمن بن قرظ ، وأبى حية
البدرى ، وأبى ليلى الأنصارى ، وعبد الله ابن عمر ، وجابر ، وحذيفة ، وبريدة ،
وأبى أيوب ، وأبى أمامة ، وسمرة بن جندب ، وأبى الحمراء ، وصهيب الرومى ، وأم هانئ
، وعائشة وأسماء ، بنتى أبى بكر الصديق رضى الله عنهم أجمعين ؛ منهم من ساقه بطوله
، ومنهم من اختصر