نام کتاب : إثارة التّرغيب والتّشويق إلى المساجد الثّلاثة والبيت العتيق نویسنده : الخوارزمي، محمد بن إسحاق جلد : 1 صفحه : 65
الكفار ولا كذبوه فيه ولا ارتد فيه ضعفاء من أسلم ولا افتتنوا به ؛ إذ مثل
هذه المنامات لا ينكر ، بل لم يكن ذلك منهم إلا وقد علموا أن خبره إنما كان عن
جسمه وحال يقظته.
وأيضا : فإنه
حمل على البراق وهو دابة بيضاء برّاقة لها لمعان ، وإنما يكون هذا للبدن لا للروح
؛ لأنها لا تحتاج فى حركتها إلى مركب يركب عليه ، والله أعلم.
وقال آخرون :
بل أسرى برسول الله صلىاللهعليهوسلم بروحه لا بجسده.
قال محمد بن
يسار فى السيرة : حدثنى يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس ، أن معاوية بن أبى
سفيان كان أذا سئل عن مسرى رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : كانت الرؤيا من الله صادقة.
وحدثنى بعض آل
أبى بكر أن عائشة رضى الله عنها كانت تقول : ما فقد جسد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ولكن أسرى بروحه.
وقال ابن إسحاق
: فلم ينكر ذلك من قولها ؛ لقول الحسن : إن هذه الآية نزلت (وَما
جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ)[١] ولقوله تعالى فى الخبر عن إبراهيم : (إِنِّي
أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ ما ذا تَرى)[٢] ثم مضى ذلك فعرفت أن الوحى يأتى للأنبياء من الله يقظة
ومناما ، وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «تنام عيناى وقلبى يقظان» ، فالله تعالى أعلم أى
ذلك كان قد جاءه وعاين فيه من الله ما عاين على أى حالاته ، كان نائما أو يقظانا ،
كل ذلك حق وصدق .. انتهى كلام ابن إسحاق.
وقد تعقبه أبو
جعفر بن جرير فى تفسيره بالرد عليه والإنكار والتشنيع بأن هذا خلاف ظاهر سياق
القرآن ، وذكر من الأدلة على رده بعض ما تقدم.
وقال القاضى
عياض : أما قول عائشة رضى الله عنها : «ما فقد جسده» فعائشة لم تحدث به عن مشاهدة
؛ لأنها لم تكن حينئذ زوجة له ولا فى سنّ من تضبط ، ولعلها لم تكن ولدت بعد على
الخلاف فى الإسراء ؛ فإن الإسراء كان فى أول