وعن أنس بن
مالك ـ رضى الله عنه ـ أنه قال : إن الجنة تحن شوقا إلى بيت المقدس ، وصخرة بيت
المقدس من جنة الفردوس ، وهى سرة الأرض [٢].
وروى الحافظ
بهاء الدين عن مقاتل ـ رضى الله عنه ـ أنه قال : صخرة بيت المقدس وسط الأرض ، وإذا
قال العبد لصاحبه : انطلق بنا إلى بيت المقدس ، يقول الله تعالى : يا ملائكتى
اشهدوا أنى قد غفرت لهما قبل أن يخرجا ، هذا إذا كانا لا يصران على الذنوب [٣].
وقال : إن الله
تعالى تكفل [لمن سكن] ببيت المقدس بالرزق إن فاته المال ، ومن مات سقيما محتسبا فى
بيت المقدس فكأنما مات فى السماء ، ومن مات حول بيت المقدس فكأنما مات فى بيت
المقدس ، وما نقص من الأرضين زيد فى الأرض التى حول بيت المقدس ، والمياه العذبة
كلها تخرج من تحت صخرة بيت المقدس ، والأرض التى بارك الله تعالى فيها أرض بيت
المقدس ، ويجعل الرب جل جلاله مقامه يوم القيامة فى أرض بيت المقدس ، وجعل صفوته
من الأرضين كلها أرض بيت المقدس ، والأرض المقدسة التى ذكرها الله تعالى فى القرآن
بيت المقدس ، فقال : (إِلَى الْأَرْضِ
الَّتِي بارَكْنا فِيها لِلْعالَمِينَ) هى أرض بيت المقدس [٤].
وقال الله
تعالى لموسى عليهالسلام : انطلق إلى بيت المقدس ؛ فإن فيه نورى ونارى وتنورى ـ يعنى
: (وَفارَ التَّنُّورُ) ـ وكلم الله
موسى تكليما فى أرض بيت المقدس ، وتجلى الله تعالى للجبل فى أرض بيت المقدس ، ورأى
موسى ـ عليهالسلام ـ نور رب العزة فى أرض بيت المقدس ، وصخرة بيت المقدس
من صخور الجنة وهى وسط الأرضين كلها ، فإذا قال الرجل للرجل : انطلق بنا إلى بيت
المقدس ففعلا يقول الله تعالى : طوبى للقائل والمقول له [٥].
وروى أيضا عن
مقاتل [٦] ـ رضى الله عنه ـ أنه قال : تاب الله تعالى على داود
[١]إتحاف الأخصا ١ /
١٠٣ فضل بيت المقدس لابن الجوزى (ص : ٧٠).
[٢]إتحاف الأخصا ١ /
١٠١ ، فضل بيت المقدس لابن الجوزى (ص : ٧٠).
[٣]إتحاف الأخصا ١ /
١٠٤ ، فضل بيت المقدس لابن الجوزى (ص : ٧٠).
[٤]إتحاف الأخصا ١ /
١٠٥ ، فضل بيت المقدس لابن الجوزى (ص : ٧٠).
[٥]إتحاف الأخصا ١ /
١٠٥ ، ١٠٦ ، فضل بيت المقدس لابن الجوزى (ص : ٧٠).