نام کتاب : إثارة التّرغيب والتّشويق إلى المساجد الثّلاثة والبيت العتيق نویسنده : الخوارزمي، محمد بن إسحاق جلد : 1 صفحه : 37
الأقدار تحت أقدام علو منارها كما قيل :
تزاحم تيجان
الملوك ببابه
ويكثر فى يوم
القدوم ازدحامها
إذا ما رأته
من بعيد ترجّلت
وإن هى لم
تفعل يرجل هامها
وعن جعفر بن
محمد ، عن أبيه محمد بن على رضى الله عنه ، أنه قال : لما قال الله تعالى للملائكة
: (إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً
قالُوا أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها)[١] الآية. غضب عليهم ربهم فعاذوا بالعرش وطافوا حوله سبعة
أطواف يسترضون ربهم فرضى عنهم ، وقال لهم : ابنوا لى بيتا فى الأرض يعوذ به كل من
سخطت عليه من خلقى ، فيطوفون حوله كما فعلتم بعرشى ، فأغفر لهم كما غفرت لكم ،
فبنوا له هذا البيت من خمسة أجبل : طور سيناء ، وطور زيتا ، والجودى ، وحراء ،
ولبنان ، وإن جبريل ـ عليهالسلام ـ ضرب بجناحه الأرض ، فأبرز عن أسّ ثابت على الأرض
السفلى ، فقذفت فيه الملائكة الصخرة ما لا يطيق به ثلاثون رجلا ، فبنوه تسعة أذرع
ولم يسقفوه [٢].
ومن المعقول
أيضا ـ اعلم وفقك الله وإيانا ، وثبت أقدامنا على جادة الشريعة القويمة والطريق
المستقيم فى طاعة رب العالمين ، وكحل أبصارنا بنور سراج المشاهدة والعرفان ، وزين
بواطننا بضياء شعاع معرفة الإيمان والإيقان ، وطهر قلوبنا بصائر نور التوحيد من
دنس الشرك والنفاق والطغيان ، ورزقنا الله تعالى جلوة جمال كعبته باللطف والإحسان
، بمنه وكرمه والامتنان.
إن فضائل مكة
المعظمة شرفها الله تعالى لا تعد ولا تحصى ولو لم يكن فيها غير أنها مهبط الوحى ،
ومسقط رأس خير الأنام ، ومنزل القرآن ، ومظهر الإيمان والإسلام ، ومنبت الخلفاء
الراشدين الكرام ، ومقر أهل العرفان ، ومقهر الشرك والطغيان ، وملاذ العابدين ،
وملجأ الصالحين ، ومقصد الطالبين ، وقرة عين المشتاقين ، ومأوى الخائفين ، ومقار
العابدين ، لكفى ذلك شرفا وفضلا وعزا وقدرا ؛ فكيف وفيها بيت الله الحرام ، والحجر
والحجر وزمزم والمقام ، ودار