نام کتاب : إثارة التّرغيب والتّشويق إلى المساجد الثّلاثة والبيت العتيق نویسنده : الخوارزمي، محمد بن إسحاق جلد : 1 صفحه : 275
اللهم فكما هديتنا لذلك فتقبله منا ، ولا تجعل هذا آخر العهد ببيتك الحرام
، وإن جعلته آخر العهد فعوضنى عنه الجنة ، وارزقنى العود إليه وإلى زيارة قبر نبيك
صلىاللهعليهوسلم برحمتك يا أرحم الراحمين.
وأما عند
الشافعى فالمنقول عنه أن يقول عند الوداع بين الركن والباب وهو الملتزم [١] : اللهم إن هذا البيت بيتك ، والعبد عبدك وابن عبدك ،
حملتنى على ما سخرت لك من خلقك ، وسيرتنى فى بلادك حتى بلغتنى بنعمتك ، وأعنتنى
على قضاء نسكك ، فإن كنت رضيت عنى فازدد عنى رضى وإلا فمنّ الآن قبل تناء عن بيتك
، وهذا وقت انصرافى ، إن أذنت لى غير مستبدل بك ولا بنبيك محمد صلىاللهعليهوسلم ، ولا راغب عنك ولا عن نبيك ، اللهم فاصحبنى العافية فى بدنى ، والعصمة فى
دينى ، وأحسن منقلبى ، وارزقنى طاعتك ما أبقيتنى ، واجمع لى خيرى الدنيا والآخرة ،
إنك على كل شىء قدير.
ويستحب أن يدعو
فى الملتزم بدعاء آدم عليهالسلام ؛ لما روى عن عبد الله بن أبى سليمان ـ مولى بنى مخزوم
ـ أنه قال : طاف آدم عليهالسلام بالبيت سبعا بالليل حين نزل من الجنة ، ثم صلى تجاه باب
الكعبة ركعتين ، ثم أتى الملتزم فقال : اللهم إنك تعلم سرى وعلانيتى فاقبل معذرتى
، وتعلم ما فى نفسى وما عندى فاغفر لى ذنوبى ، وتعلم حاجتى فأعطنى سؤلى ، اللهم
إنى أسألك إيمانا يباشر قلبى ، ويقينا صادقا حتى أعلم أنه لا يصيبنى إلا ما كتبت
علىّ ، والرضا بما قضيت لى. فأوحى الله تعالى إليه : يا آدم قد دعوتنى بدعوات
فاستجبتها لك ، ولن يدعونى بها أحد من أولادك إلا كشفت عنه غمومه ، وكففت عليه
ضيعته ، ونزعت الفقر من قلبه ، وجعلت الغنى بين عينيه ، وتجرت له من وراء تجارة كل
تاجر ، وأتته الدنيا وهى راغمة وإن كان لا يريدها [٢].
قال : فمذ طاف
آدم عليهالسلام كانت سنة الطواف.
[١] هذا الدعاء ذكره
الشافعى فى الإملاء ، وفى مختصر الحج. واتفق الأصحاب على استحبابه.
وقد ورد هذا النص أيضا فى المجموع ٨ /
٢٠٢ ، هداية السالك ٣ / ١٢٣٩.
[٢]أخبار مكة
للأزرقى ١ / ٤٤. عن عبد الله بن أبى سليم ، ولم يسنده عبد الله إلى أحد ، فالله
أعلم بمصدره.
نام کتاب : إثارة التّرغيب والتّشويق إلى المساجد الثّلاثة والبيت العتيق نویسنده : الخوارزمي، محمد بن إسحاق جلد : 1 صفحه : 275