نام کتاب : إثارة التّرغيب والتّشويق إلى المساجد الثّلاثة والبيت العتيق نویسنده : الخوارزمي، محمد بن إسحاق جلد : 1 صفحه : 263
ما ذكرنا ؛ لمتابعة النبى صلىاللهعليهوسلم. ثم يروح إلى عرفة ملبيا وينزل بها فى أى موضع شاء وأحب
؛ ولكن يجتهد أن ينزل بقرب الجبل فإنه الأفضل عندنا [١].
وعند الشافعى :
النزول بعرفة بوادى نمرة [٢] أفضل ؛ لما روى : أن النبى صلىاللهعليهوسلم نزل نمرّة وأمر بقبة من شعر. وروى : من أدم حمراء [٣]. ولنا أن عرنة ليست من الموقف ، والجبل وحواليه من الموقف
وأنه موضع أداء القربات والطاعات ومجمع العباد والرجال ؛ فكان النزول به أولى ،
ونزول النبى صلىاللهعليهوسلم فى تلك السنة بعرنة كان بحكم الاتفاق ؛ لأنه كان قاصدا
به.
فإذا زالت
الشمس اغتسل إن أمكنه اقتداء برسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ووقف عند الصخرات السود الكبار المفترشة ؛ وهو موضع
وقوف النبى صلىاللهعليهوسلم وموقف آدم عليهالسلام والأنبياء من بعده عليهمالسلام[٤].
ويقف هنالك إلى
أن تغرب الشمس باكيا خاشعا خائفا ملبيا مكبرا مهللا مصليا على النبى صلىاللهعليهوسلم داعيا لنفسه ولجميع المسلمين ، وأفضل الدعاء المروى عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم فى هذا اليوم : «لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد
وهو على كل شىء قدير» [٥].
وجاء فى فضيلة
هذا الدعاء يوم عرفة بأسانيد صحيحة متصلة إلى النبى صلىاللهعليهوسلم.
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ليس فى الوقفة بعرفة قول ولا عمل أفضل من هذا الدعاء ، فأول من ينظر
الله إليه صاحب هذا الدعاء».
وقال بعض
أصحابنا وأكثر العلماء رحمهم الله : ينبغى أن يكون أكثر دعاء الحاج بعرفة يوم عرفة
الدعاء الذى رواه علىّ رضى الله عنه عن النبى عليهالسلام